ثانوية عثمان بن عفان : مشاكل بالجملة

يعاني تلاميذ و أساتذة الثانوية التأهيلية عثمان بن عفان بمدينة الكارة من مشاكل بالجملة قلما تجتمع في مؤسسة بعينها في مغربنا الحبيب ، مشاكل و خروقات تؤثر سلبا على أداء رجال التعليم بهذه المؤسسة و كذا على نتائج تلاميذها و التي تعد من بين الأسوء على الصعيد الوطني ، هذا مع العلم بأن هذه الثانوية هي الوحيدة بمدينة الكارة ذات العشرين ألف نسمة دون الحديث عن تعداد سكان كل الجماعات القروية التابعة لها و التي يلتحق أبناءها بهذه الثانوية
فحسب معلومات توصل بها موقع " منتديات صوت الكارة " فإن الثانوية السالفة الذكر لا تتوفر على الوسائل التعليمية الضرورية من أدوات هندسية و تجهيزات رياضية في المستوى و لا على مختبرات مجهزة بكل ما يلزم لإنجاز التجارب العلمية الخاصة بالفيزياء والكيمياء بل إن هذه المؤسسة لا تتوفر حتى على المكاتب والكراسي الخاصة بالأساتذة داخل العديد من القاعات الدراسية و لا على السبورات و تلك الموجودة فهي في حالة مهترئة مما يصعّب من مهمّة الأساتذة في أداء عملهم على النحو المطلوب ، أما عن الطاولات فإنها ، تضيف نفس المصادر، متسخة و تحمل جملا مكتوبة من طرف التلاميذ كلها سبّ و قذف و عبارات منحطة .. كما تعاني الثانوية من قلة النظافة بالمرافق الصحية و من انعدام الصيانة بالأقسام و بالملاعب الرياضية
وتتخبَط الثانوية التأهيلية عثمان بن عفان ، التابعة لنيابة التعليم ببرشيد ، في مشاكل كثيرة أخرى مثل تفشي ظاهرة الاكتظاظ داخل الفصول الدراسية ، إضافة إلى الخصاص الكبير في أساتذة بعض المواد .. كل هذا في غياب تام لجمعية آباء و أولياء تلاميذ المؤسسة و في ظل اختلالات كبيرة في تسيير المؤسسة و التي سنعود إليها في مقال مفصل نظرا لكثرتها و لخطورتها

وقال مصدر من الثانوية بأنّ هذا الوضع قائم منذ سنوات ، حيث استبشر تلاميذ و أطر المؤسسة خيرا بالإصلاحات التي انتظروها لعقود من الزمن إلا أن هذه الإصلاحات التي انطلقت قبل سنتين لم تتخط مرحلة الترقيع حيث توقفت عدة مرات خصوصا بعد اكتشاف مدى الغش في البناء الذي تعرضت له الثانوية أثناء تشييدها . و المصيبة ، يضيف مصدرنا ، أنه أثناء الأشغال تم اكتشاف هول الخروقات في عملية البناء بحيث أن الأساسات و الدعائم كانت موضوعة مباشرة على التراب و الجدران كانت تعاني من شروخ تتعدى السنتمترين في بعض الأماكن مما يعني بأن المؤسسة برمتها كانت مهددة بالوقوع على رؤوس أبناءها في أي لحظة و لمدة عشرات السنين .. و رغم إنتهاء عملية الإصلاح الأخيرة إلا أن التلاميذ و الأساتذة اكتشفوا بأن العملية برمتها إنما كانت لذر الرماد في العيون و إسكات الاحتجاجات و أن المسؤولين لم يقوموا إلا بتأجيل الكارثة .. و إلى اليوم ، يتابع المصدر ، لا زالت البنايات غير آمنة و لا زالت العديد من الأقسام رغم الإصلاح تعاني من غياب الإنارة بل و من غياب الأبواب لبعضها في حين كان ينتظر الجميع تجهيز المؤسسة بعد إصلاحها
هذا و يشتكي تلاميذ المؤسسة و أساتذتها من الإحساس باللاأمن الذي تعاني منه مؤسستهم بحيث يستطيع أي كان الولوج إلى حضيرة الثانوية و الخروج منها كما يشاء كما يستطيع التلاميذ التغيب و الحضور كما يحلو لهم و منهم من يقاطع بعض المواد على طول السنة الدراسية ، كما يشتكون من معاناتهم مع الأمطار في فصل الشتاء بحيث يصعب الدخول و الخروج من المؤسسة في فصل الشتاء بفعل البرك المائية الكبيرة التي تحاصر المؤسسة

لهذه الأسباب مجتمعة ، يطالب تلاميذ و أساتذة الثانوية التأهيلية عثمان بن عفان بالكارة من وزير التربية الوطنية محمد الوفا بالقيام بزيارة تفقدية إلى مؤسستهم و ذلك للوقوف على معاناة التلاميذ و على ظروف العمل السيئة التي يشتغل فيها الأساتذة ، مع التعجيل بتوفير المكاتب والكراسي للأساتذة ، وسبورات و طاولات لائقة وغيرها من وسائل العمل ، وكذا تخليص فصول الثانوية من الاكتظاظ الذي تعاني منه منذ سنوات طويلة و توفير العدد الكافي من الأساتذة و تشغيل المزيد من عناصر الأمن الخاص لحماية الجميع من بعضهم و من الدخلاء
و من جهة ثانية يطالب تلاميذ شعبة الآداب من المسؤولين بإعادتهم إلى المؤسسة الأمّ بعد أن تم نقلهم إلى ملحقة بإحدى المدارس البعيدة و المتواجدة في الخلاء مما يجعلهم عرضة لمخاطر الطريق و غياب الأمن ، دون الحديث عن معاناة هذه الملحقة بدورها من العديد من المشاكل المماثلة