عثمان بن عفان بين الحاضر و الماضي

فالثانوية
أصبحت تجليا معكوسا للماضي ,فهي غذت من
المؤسسات التعليمية التي تفتقر إلى ابسط الضروريات,و التي نذكر منها الكهرباء ,و العوز في هذه الحاجة يؤدي إلى ضياع الكثير من الحصص الأمر الذي يؤثر سلبا و خصوصا على التلاميذ المتبوعين بامتحانات سواء كانت جهوية أم وطنية
, فغالبا ما تنتهي الدراسة في ساعاتها الأخيرة ,و هذا ما يدفعنا لطرح السؤال "أين ثانوية عثمان بن عفان من باقي ثانويات المغرب ؟" و كما في المعلوم أن المغرب مؤخرا صنف من بين الدول التي تعاني من ضعف دراسي و لهذا الصدد بادر بتطبيق بيداغوجيات جديدة للحد من هذا النزيف المتواصل , ولكن هل يمكن لمنهجيات أوروبية أن تطبق في أوساط لا زالت تعاني من التخلف و نقص في أبسط الحاجيات ؟
ثانوية عثمان تمتاز بجدرانها المرصعة بالكتابات و بقايا المخدرات "الكالة" هذه الآفة التي أصبحت تدمر الشاب المغربي المعقودة عليه خلف بوادر التجديد و النمو ,و هذا ما يدفعنا للوقوف ضدها باعتبارها مصدر شتات و خراب شامل يطال المجتمع و محيطه بدمار بالغ .
أما المؤسسة فهي تحتفل بكل مناسبة على هواها ففي عاشوراء مثلا ,تتحول الساحة إلى ميدان للغارات و كذا مصرحا لتعالي أصوات الخوف و الهلع المنبعثة من طرف الفتيات , أما في يوم زمزم, فمرحبا بك في عالم الهمجية المائية فقد لا تهم من أي اتجاه ينهمر عليك الماء أو البيض ,يا الله التربية تتدفق من الثانوية .و في إطار ما يعرقل المسيرة التعليمية ,فلكي تحضي بفرصة مشاهدة عرض في قاعة مخصصة بواسطة مسلاط "داتا شو" تحتاج إلى قوة جبارة للإقناع , و هنا تمتع بالصرامة من طرف الحراس ,فيجب عليك إمضاء التزام يقتضي بإصلاح أي عطب حصل أتناء العرض سواء أكنت أنت المسئول أم لا , و هذا في حال الموافقة , ففي بعض الأحيان تكون هناك موافقة يتبعها إعراض و من هنا تصبح الثانوية المكان الأفضل لتعلم فن التلاعب و الكذب .
دون أن ننسى الخصاص الكبير في الأطر التعليمية الذي يطرح مواقف حرجة للأستاذ و التلميذ , فكيف للأستاذ أن يدرس 50 تلميذا و العدد مرشح للزيادة , و كيف للتلميذ أن يدرس في وسط يطاله الاكتضاض و الضجيج .