السياسة في الكارة محرمة على المناضلين

ذرءا للفتنة التي تهدد صفوف المناضلين و ردا على الاشاعات التي زرعها خصوم التغيير في الكارة و جلسوا ينتظرون قطف ثمارها ، أود اليوم توضيح بعض المغالطات التي أراد الواقفون وراءها أن ينسفوا بها نضالنا .. وعلى رأس تلك المغالطات ما يقال عنا من كون الطريق الذي اخترناه ما هو في الحقيقة سوى قناع لمطامع انتخابية مستقبلية لبعض الوجوه التي صارت مألوفة لدى متتبعي أطوار مسيرتنا النضالية ..قبل ذلك لن يختلف إثنان في كون العمل النضالي نوع من العمل السياسي فعندما تختار موقفك و تحاول الدفاع عنه انطلاقا من مبادئك و قناعاتك فلقد دخلت الى عالم السياسة ، أقصد هنا أنه لا يوجد هنالك مستقل بالمعنى الضيق للكلمة لأن عدم التحزب شيئ و الاستقلال شيئ آخر فأغلبنا مثلا معارض للسياسات الكاروية المتلاحقة و هذا يعني أنه لنا تصور سياسي نؤمن به و نرى فيه بديلا لما هو كائن عندنا و هذا في حد ذاته تموقع سياسي تحكمه قناعات كل واحد منا ..ليطمئن الجميع فنحن غير متحزبين ولا نشتغل وفق أجندة سياسية معينة لحزب معين و لكن هذا لا يمنع من توفرنا كل على حدة على قناعات قد تقترب من هذا الحزب أو ذاك أو على الأقل على إعجاب أو تعاطف مع حزب معين و هذا يدخل في إطار الحرية الشخصية و ليس من حق أي كان أن يحاسب غيره عليها .. السياسة في حد ذاتها ليست عيبا و إنما العيب في استغلالها لأغراض نفعية خالصة بل أستطيع القول بأن السياسة التي يقننها الدستور عمل وطني و واجب لمن استطاع إليها سبيلا و أمانة في أعناق ليس فقط المنتخبين بل الناخبين أيضا .المشكلة أن من اشتغلوا قبلنا في هذا المجال جعلوا من السياسة مطية لتحقيق مصالح شخصية و للاستعلاء على العباد و لخدمة لوبيات الفساد و المال في مدينتنا.فهل العيب في السياسة أم في السياسيين ؟؟؟
بعيدا عن التنظير سأتناول كل حالة من الحالات التي تكلم عنها بعض المغرضين و أشاعها لضربنا في عيون الناس و سأضحدها بالمنطق لا بالكلام . قبل ذلك أتساءل : ما الذي يجعل شبابا بقناعات مختلفة يجتمعون على كلمة واحدة ؟ أهي السياسة و لكل منهم تعاطف أو نفور أو رأي خاص به ؟ أم هو حب مدينتهم و الأمل في تغيير واقعها المرير ؟ كيف نتهم بالتخطيط للانتخابات و نفس الذين يتهمونا يقولون عن هذا اشتراكي و عن الآخر من العدالة والتنمية و الثالث من الأصالة والمعاصرة والرابع من البيئة و التنمية و الخامس من الاستقلال و هكذا ؟؟؟ هل توحدت كلمة الاحزاب في الكارة لهذه الدرجة ؟ و أي مخطط لأي حزب من هذه الأحزاب نخدم بنضالنا ؟ فليفسروا لنا كيف تتفق الأضداد على شيئ لا تتفق عليه ؟
فليتابع نضالنا جيدا من يشكك في نزاهتنا و استقلاليتنا و نوايانا و لسوف يرى عجبا.

ولا يهمكم فالقافلة تسير و الكلاب تنبح.
وأغتنم هذه الفرصة للإشادة بأعضاء حركة 20 فبراير المحليين و الذين لا يتركون مناسبة إلا و برهنوا فيها عن حبهم للكارة و انشغالهم بمشاكلها .. و من هنا أتنبأ بأن هؤلاء هم من تسلموا عن استحقاق مشعل النضال من بعض المناضلين القلائل جدا و ذلك من أجل كارة جديدة و سيؤسسون بذلك لجبهة معارضة تقظ مضاجع المسؤولين.