ما الذي أفقد نضالنا وهجه الذي ظهر به في بداية مشوارنا الفعلي (بعد القولي أو الكتابي) ؟؟؟
ما الذي ربحناه من وقفاتنا و تحركاتنا غير مزيد من الضبابية و الشكوك و التفرقة و الفشل ؟؟؟
ماذا كان يجب علينا أن نفعل (و أنا الأول) كي يصل نضالنا إلى مبتغاه فنحقق ما نتفق عليه و نؤجل ما نختلف فيه ؟؟؟؟
أسئلة في غاية الأهمية و التمعن فيها و محاولة الإجابة عنها بعقلانية و تبصر و حياد قد يرسم لنا طريقا واضح المعالم للاستمرار في نضالنا المشروع .. و لهذا الغرض سأحاول الوقوف بالإجابة التي تجب على مكامن الخلل في مواقفنا تجاه خصومنا بل و حتى تجاه بعضنا البعض في أحايين كثيرة و في نفس الوقت على الحلول اللازمة للخروج من هذا الركود و الإحباط و اليأس و الشك في جدوى النضال أصلا لدى أغلب مناضلينا الشباب .
فلتسمعوا إخوتي و لتعوا و لتغنوا هذا النقاش الذي قد يحدد مصير نضالنا برمته :
نحن كثيرا بقصد أو دون قصد نخلط بين الإختلاف مع الآخر وبين حالة العداء ومقاطعة الآخر ومحاولة قمع آرائه ،فكل من يخالفنا الرأي فهو لدى الكثير منا عدو لنا لا يجب النقاش أو التحاور معه ، فنحن نعتقد دائما بأننا الأفضل ونحن فقط من يمتلك الحقيقة المطلقة ولهذا فلا يجب أن نتحاور مع المخالفين لنا أو نقبل لهم أن يتواجدوا في ذات المكان الذي نكون فيه ،أن المخالفين في الرأي لنا يجب أن نناصبهم العداء وأن نبحث عن نقاط الضعف لديهم لنبرزها أمام الملأ وبذلك ننتصر عليهم في لعبة طفولية و غير مسؤولة ،أما الحوار والنقاش فهذا أمر لا يكون مع المخالفين لنا ، كما أن أسلوبنا مع مخالفينا يجب أن يتسم دائما بالهجوم القاسي واستخدام أقسى العبارات التي يمكن أن تقال .
اسمحوا لي بان آخذ السجال الذي دار و الدائر حتى الآن على صفحة التنسيقية المحلية لحركة 20 فبراير بالكارة و كذا خارجها بين مناصري و مناضلي الحركة أو المتعاطفين معها من جهة و خصومها أو المنشقين عنها من جهة ثانية نموذجا أوضح به فكرتي .
إن هذا السجال هو اختلاف في الرأي فكلا الجانبين لديه أفكاره و قناعاته و مبادئه و رؤيته للواقع و هي أشياء تستحق ان تطرح وأن يناقشها الجميع دونما أن تحاول أطراف النقاش إلغاء بعضهم البعض ، ولكن هذا السجال تحول لدى البعض إلى وسيلة كي ينال من مخالفيه في الرأي ويهاجمهم بل وصل الأمر في بعض الأحيان إلى إستخدام بعض الاتهامات والعبارات والكلمات التي لا يصح أن تقال في نقاش يفترض أنه نقاش سياسي فكري وثقافي متمدن مما أفقد الموضوع الذي يدور حوله النقاش أي النضال و الإصلاح الكثير من أهميته وأدخل شبابنا في حوارات ومهاترات جانبية لا تفيد الكارة ولكنها قد تضرها لأنها تقدم نموذجا للتعصب والتعصب المضاد وهذا ما لا يصح لنا مهما كانت درجة الإختلاف أن نساعد على ترويجه لأن تطرفنا و حربنا يجب ان يكونا ضد عدونا المشترك وهم أهل الفساد لا ضد بعضنا و هدفنا واحد و إن اختلفنا في طريقة الوصول إليه.
إني أتساءل هنا كمناضل له هدف واضح و نبيل : أليس من الأولى أن يحاول كل طرف أكان فردا أو هيئة القبول بوجود آخرين معارضين له في الرأي وان يبدأ معهم حوارا ثقافيا فكريا يبدأ بالإستماع للآخر (و ما أصعب الاستماع عندنا)وسماع حججه ومنطقه دونما هجوم أو تطاول وينتهي بطرح وجهة النظر المخالفة التي يدعمها صاحبها بالحجة والمنطق والحوار الهادئ مما يساعد في إيصال أفكار كل منا إلى الآخر ويساعد معارضينا مثلا على التعرف على وجهات نظرنا المخالفة لرؤاهم و العكس كذلك ، وبهذا نساعد في أن نروج لثقافة الحوار بعدما عانينا جميعا من ثقافة التطرف و الخصام و التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن من إحباط ، كما أن ذلك سيساعد على تغطية نقص شديد تعاني منه الكارة وهو الجانب المتعلق بتوحيد شبابها على كلمة واحدة مهما اختلفت مشاربهم و انتماءاتهم وبهذا نكون قد قمنا بواجبنا كشباب وكمثقفين و ككارويين و كمواطنين صالحين .
نريد اليوم إخواني أخواتي أن يستفيد منا الآخرون و الأجيال القادمة،أهذا أفضل أم أن نقابل مخالفينا بالتشنج والتعصب والعبارات القاسية مما يفقدنا كمحاورين ومناضلين كثيرا من قوتنا و يجعلنا ننهك أنفسنا في معارك جانبية صغيرة تافهة بالمقارنة مع هدفنا الأسمى ألا و هو مصلحة الكارة . أليس ذلك هو عين العقل ؟؟؟ الصوت العالي إخوتي في الله كثيرا ما يجعل صاحبه يخسر قضيته التي يدافع عنها .
إن حالة الإختلاف الشديد التي حصلت بيننا و بين إخوان لنا و كارويين أمثالنا لهم نفس الهموم و يعانون من نفس ما نعاني منه و وصلت عند بعضنا إلى حد العداء تحمل في طياتها بعد تمعني فيها و مراجعة نفسي ، بعض أوجه التشابه التي تثير في نفسي الدهشة وقد يشاركني فيها بعض من الإخوان الكرام ،وأول أوجه التشابه هو احتواء كلا الجانبين علي متطرفين ومتعصبين لآرائهم بصورة كبيرة تصل إلي درجة الرغبة في القضاء على الآخر ومحاولة إسكات صوته بأي طريقة ،وهؤلاء المتعصبين لا يقبلون النقد وكأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ،كما أنهم لا يقبلون أن يعارضهم أحد ،أو أن يطرح رأيا مخالفا لما يرونه أو يريدونه (كنمودج الأخ ز من جماعة العدل و الإحسان و الأخ ح من حزب الاتحاد الاشتراكي و بعض الإخوة منا منهم من لا يزال و منهم من انسحب من الحركة و إن كنت أكرر لهم أن حركتنا كانت محلية و أن إسمها لا يعني الشيئ الكثير بالمقارنة مع ما كانت تستطيع تحقيقه للكارة ).
التشابه الثاني هو التركيز عند بعض الإخوة الأعداء من الطرفين على الدين الإسلامي وعلى قضايا محددة منه والعجيب هنا أن كلا الطرفان يستخدمان ذات الآيات والأحاديث ولكن كلاهما يفسرها وفقا لما يؤيد آرائه .
التشابه الثالث :أن بعض المنتمين لكلا التيارين إن صح التعبير لا يقدمان جديدا ، فالفكرة و الموقف و الاتهام ذاتهم يطرحون و يكررون إلى اللانهاية دون الإتيان بجديد أو محاولة مراجعة النفس و مقاومة الهوى (مجرد المحاولة يا إخوة) بل يعاد نفس الكلام لكن بأساليب مختلفة تختلف حسب الظروف المتغيرة مما قد يشعر الكثير ممن المتتبعين بالملل وقد يدفعهم للعزوف عن النضال بل عن مجرد السماع عما يدور .
التشابه الرابع : احتراف التخوين و التشكيك و الشيطنة و الاتهامات الباطلة و إطلاق الإشاعات المغرضة و التشويه و الغيبة و السخرية و الاتهام بالعمالة كل طرف في حق الطرف الآخر.
التشابه الخامس : أن لا هؤلاء و لا أولاءك بقادرين على فعل شيئ لوحدهم و أنهم واعون بذلك لكن يتحاشونه لا لشيئ إلا لعدم الاعتراف بحاجتهم إلى الآخر.
التشابه السادس : الأنانية و النرجسية و حب الظهور و عشق الزعامة و زعم امتلاك الحقيقة المطلقة و الرأي السديد لدى كثير من أفراد الحزبين (كل حزب بما لديهم فرحون) و هذا كان من الأسباب الرئيسية التي نخرت اللحمة التي ظهرت خلال الوقفة الأولى للناس ، و أنا أحمل هؤلاء المصير المظلم الذي رموا فيه كارتنا عن إدراك أو دون وعي.
التشابه السابع : أن أغلب مكونات الجبهتين هي من ضحايا نفس المسؤولين و كان حري أن توجه سهامها كاملة إلى صدر عدوهم المشترك و المتمثل في السلطة المحلية و المنتخبين الجماعيين و البرلمانيين بل حتى إلى السلطات الأعلى.فلا يعقل أن لا توقظ البطالة و التهميش و الحكرة و القمع و الفقر هؤلاء جميعا من نشوتهم بوقفات لم تتقدم بالكارة أبعد من شبر بالمقارنة مع الطريق الطويل و الشاق الذي كان يجب أن نناضل لنضع رجلها على أوله.
هنالك بدون شك أوجه تشابه كثيرة أخرى و هذا إن دل على شيئ فإنما يدل على تشابهنا رغم تأففنا من بعضنا و اتهام الآخر دون رؤية أوجهنا في مرآة الكارة ، لكن لا يتسع المجال لذكرها كلها.
الذي ذكرته عن عثرات تنسيقيتنا ليس إلا مثالا و قس عليه كل ما يجري في الكارة و منذ الأزل ... و ذلك يؤكد بأن الكثير من الكارويين إن لم أقل كلهم ، وأنا أضع نفسي من ضمن هؤلاء ، الكثيرون لا يفقهون حرفا في فن و ثقافةالاختلاف و التي تعني في رأيي المتواضع ، بعد أن راجعت نفسي ، أن تقبل أولا بالآخر مهما كانت إيديولوجياته وآراؤه ، كما يعني ثانيا أن تدافع باستماتة عن حق خصمك في التعبير عن ذاته وأن تقبل وتحرص على أن يحصل خصمك على الفرصة الكاملة للتعبير عن رأيه وهذا لا يعني بالضرورة أن تتفق معه أو تؤيده ولكن عليك أن تستمع إليه وإلى ما يطرحه عليك وأن تناقشه وأن لا تحاول أن تجعل صوتك أعلى من صوته حتى تمنع صوته من الوصول إلى الناس ،ويعني فن الإختلاف ثالثا أن تناقش مخالفيك وأن تخاطبهم بالعقل والمنطق والحجة دونما أن يصل هذا الإختلاف والنقاش إلى درجة العداء ، عليك أن تحترم منطقهم كما يجب أن يحترموا منطقك دونما أن يحاول أحدكما إلغاء الآخر ، كما يعني رابعا : ألا يخرج الحوار مهما اشتدت درجته وحرارته عن أدب الحوار ، فلا يجوز ونحن نتبجح بالنضال و الوعي و التحضر أن نمارس الحوار المتخلف ونستخدم الأوصاف والعبارات والكلمات التي تجرح الآخرين أو تعد سبا وشتما و الأساليب الدنيئة التي ليس لها من إسم آخر غير الضرب تحت الحزام.
اعتقد انني من خلال متابعتي لما ينشر في صفحتنا و مواقعنا الكاروية الأخرى و ما قيل في وقفاتنا و ما نقوله نحن و يقولونه هم ، أننا نسعى جميعا إلى احترام حقوق الإنسان وتطبيق الديمقراطية الحقيقية ، ولهذا فيجب أن نقول ونفعل مانقوله ،فإذا كنا نطالب باحترام حقوق الإنسان فأول هذه الحقوق هو الحرية في التعبير عن الآراء والأفكار والحماية من الاضطهاد نتيجه لتلك الآراء والأفكار ولهذا فلا يجوز ممن يطالبون بالحرية في الآراء وحريتهم في التعبير عن آرائهم ويتألمون من فقدانهم لتلك الحرية أن يحاولوا أن يجعلوا المخالفين لهم يلاقون نفس ما يعانون منه من كتم لأصواتهم .. كما أن من يطالبون بالديمقراطية الحقيقية عليهم ان يكونوا المبادرين إلى تطبيقها ويقبلوا بالآخر ويقبلوا أن يعبر عن آرائه بحرية وإن رغبوا في ان يخالفوه الرأي فليعبروا عن هذا الاختلاف بالحوار العقلاني .
وفي النهاية أتمنى أن نجيد جميعا وأنا معكم فن الإختلاف ،وأن نتعلم كيف نضع فاصلا بين الاختلاف في الرأي وبين العداء .
لنختلف كما نشاء ولكن لنختلف ونحن أصدقاء بل إخوة نحرص على ان نتحاور ويستمع بعضنا لبعض ، صدقوني ان الاختلاف مهما بلغت حدته فإنه لا يعني انتفاء الصداقة والود،وهذا ما أتمنى ان أراه هنا على صفحات الأنترنت و كذا على أرض الواقع ، لنختلف ولنتجادل دونما أن نعادي بعضنا البعض فنبقى بذلك رغم كل الخلافات في الرأي أصدقاء واخوة و لنضع أيدينا في أيدي بعض كأبناء للكارة و ليس كمنتمين أو مستقلين أو مؤدلجين و لو تكلف منا ذلك البدء من الصفر...
هذا هو السبيل الوحيد في رأيي المتواضع كي نعود بنضالنا إلى ما كان قد وصل إليه حتى بات يرهب المسؤولين و يقظ مضاجعهم.
ليتعظ من هداه الله و يريد فعلا مصلحة الكارة و ليعرض عن كلامي من يشاء ممن لهم مصالح ذاتية أو لا يرون أبعد من أنوفهم أو لا يفهمون كيف تسير الأمور في السياسة بل في الحياة.
و عندي سؤال أخير و أود أن يجيب عنه الجميع و لو أمام مرآة :
من استفاد من اختلافنا و تشتتنا و التفريط في وحدتنا ؟؟؟
مع تحيات أخوكم في الله فخرالدين بوزيد.
ما الذي ربحناه من وقفاتنا و تحركاتنا غير مزيد من الضبابية و الشكوك و التفرقة و الفشل ؟؟؟
ماذا كان يجب علينا أن نفعل (و أنا الأول) كي يصل نضالنا إلى مبتغاه فنحقق ما نتفق عليه و نؤجل ما نختلف فيه ؟؟؟؟
أسئلة في غاية الأهمية و التمعن فيها و محاولة الإجابة عنها بعقلانية و تبصر و حياد قد يرسم لنا طريقا واضح المعالم للاستمرار في نضالنا المشروع .. و لهذا الغرض سأحاول الوقوف بالإجابة التي تجب على مكامن الخلل في مواقفنا تجاه خصومنا بل و حتى تجاه بعضنا البعض في أحايين كثيرة و في نفس الوقت على الحلول اللازمة للخروج من هذا الركود و الإحباط و اليأس و الشك في جدوى النضال أصلا لدى أغلب مناضلينا الشباب .
فلتسمعوا إخوتي و لتعوا و لتغنوا هذا النقاش الذي قد يحدد مصير نضالنا برمته :
نحن كثيرا بقصد أو دون قصد نخلط بين الإختلاف مع الآخر وبين حالة العداء ومقاطعة الآخر ومحاولة قمع آرائه ،فكل من يخالفنا الرأي فهو لدى الكثير منا عدو لنا لا يجب النقاش أو التحاور معه ، فنحن نعتقد دائما بأننا الأفضل ونحن فقط من يمتلك الحقيقة المطلقة ولهذا فلا يجب أن نتحاور مع المخالفين لنا أو نقبل لهم أن يتواجدوا في ذات المكان الذي نكون فيه ،أن المخالفين في الرأي لنا يجب أن نناصبهم العداء وأن نبحث عن نقاط الضعف لديهم لنبرزها أمام الملأ وبذلك ننتصر عليهم في لعبة طفولية و غير مسؤولة ،أما الحوار والنقاش فهذا أمر لا يكون مع المخالفين لنا ، كما أن أسلوبنا مع مخالفينا يجب أن يتسم دائما بالهجوم القاسي واستخدام أقسى العبارات التي يمكن أن تقال .
اسمحوا لي بان آخذ السجال الذي دار و الدائر حتى الآن على صفحة التنسيقية المحلية لحركة 20 فبراير بالكارة و كذا خارجها بين مناصري و مناضلي الحركة أو المتعاطفين معها من جهة و خصومها أو المنشقين عنها من جهة ثانية نموذجا أوضح به فكرتي .
إن هذا السجال هو اختلاف في الرأي فكلا الجانبين لديه أفكاره و قناعاته و مبادئه و رؤيته للواقع و هي أشياء تستحق ان تطرح وأن يناقشها الجميع دونما أن تحاول أطراف النقاش إلغاء بعضهم البعض ، ولكن هذا السجال تحول لدى البعض إلى وسيلة كي ينال من مخالفيه في الرأي ويهاجمهم بل وصل الأمر في بعض الأحيان إلى إستخدام بعض الاتهامات والعبارات والكلمات التي لا يصح أن تقال في نقاش يفترض أنه نقاش سياسي فكري وثقافي متمدن مما أفقد الموضوع الذي يدور حوله النقاش أي النضال و الإصلاح الكثير من أهميته وأدخل شبابنا في حوارات ومهاترات جانبية لا تفيد الكارة ولكنها قد تضرها لأنها تقدم نموذجا للتعصب والتعصب المضاد وهذا ما لا يصح لنا مهما كانت درجة الإختلاف أن نساعد على ترويجه لأن تطرفنا و حربنا يجب ان يكونا ضد عدونا المشترك وهم أهل الفساد لا ضد بعضنا و هدفنا واحد و إن اختلفنا في طريقة الوصول إليه.
إني أتساءل هنا كمناضل له هدف واضح و نبيل : أليس من الأولى أن يحاول كل طرف أكان فردا أو هيئة القبول بوجود آخرين معارضين له في الرأي وان يبدأ معهم حوارا ثقافيا فكريا يبدأ بالإستماع للآخر (و ما أصعب الاستماع عندنا)وسماع حججه ومنطقه دونما هجوم أو تطاول وينتهي بطرح وجهة النظر المخالفة التي يدعمها صاحبها بالحجة والمنطق والحوار الهادئ مما يساعد في إيصال أفكار كل منا إلى الآخر ويساعد معارضينا مثلا على التعرف على وجهات نظرنا المخالفة لرؤاهم و العكس كذلك ، وبهذا نساعد في أن نروج لثقافة الحوار بعدما عانينا جميعا من ثقافة التطرف و الخصام و التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن من إحباط ، كما أن ذلك سيساعد على تغطية نقص شديد تعاني منه الكارة وهو الجانب المتعلق بتوحيد شبابها على كلمة واحدة مهما اختلفت مشاربهم و انتماءاتهم وبهذا نكون قد قمنا بواجبنا كشباب وكمثقفين و ككارويين و كمواطنين صالحين .
نريد اليوم إخواني أخواتي أن يستفيد منا الآخرون و الأجيال القادمة،أهذا أفضل أم أن نقابل مخالفينا بالتشنج والتعصب والعبارات القاسية مما يفقدنا كمحاورين ومناضلين كثيرا من قوتنا و يجعلنا ننهك أنفسنا في معارك جانبية صغيرة تافهة بالمقارنة مع هدفنا الأسمى ألا و هو مصلحة الكارة . أليس ذلك هو عين العقل ؟؟؟ الصوت العالي إخوتي في الله كثيرا ما يجعل صاحبه يخسر قضيته التي يدافع عنها .
إن حالة الإختلاف الشديد التي حصلت بيننا و بين إخوان لنا و كارويين أمثالنا لهم نفس الهموم و يعانون من نفس ما نعاني منه و وصلت عند بعضنا إلى حد العداء تحمل في طياتها بعد تمعني فيها و مراجعة نفسي ، بعض أوجه التشابه التي تثير في نفسي الدهشة وقد يشاركني فيها بعض من الإخوان الكرام ،وأول أوجه التشابه هو احتواء كلا الجانبين علي متطرفين ومتعصبين لآرائهم بصورة كبيرة تصل إلي درجة الرغبة في القضاء على الآخر ومحاولة إسكات صوته بأي طريقة ،وهؤلاء المتعصبين لا يقبلون النقد وكأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ،كما أنهم لا يقبلون أن يعارضهم أحد ،أو أن يطرح رأيا مخالفا لما يرونه أو يريدونه (كنمودج الأخ ز من جماعة العدل و الإحسان و الأخ ح من حزب الاتحاد الاشتراكي و بعض الإخوة منا منهم من لا يزال و منهم من انسحب من الحركة و إن كنت أكرر لهم أن حركتنا كانت محلية و أن إسمها لا يعني الشيئ الكثير بالمقارنة مع ما كانت تستطيع تحقيقه للكارة ).
التشابه الثاني هو التركيز عند بعض الإخوة الأعداء من الطرفين على الدين الإسلامي وعلى قضايا محددة منه والعجيب هنا أن كلا الطرفان يستخدمان ذات الآيات والأحاديث ولكن كلاهما يفسرها وفقا لما يؤيد آرائه .
التشابه الثالث :أن بعض المنتمين لكلا التيارين إن صح التعبير لا يقدمان جديدا ، فالفكرة و الموقف و الاتهام ذاتهم يطرحون و يكررون إلى اللانهاية دون الإتيان بجديد أو محاولة مراجعة النفس و مقاومة الهوى (مجرد المحاولة يا إخوة) بل يعاد نفس الكلام لكن بأساليب مختلفة تختلف حسب الظروف المتغيرة مما قد يشعر الكثير ممن المتتبعين بالملل وقد يدفعهم للعزوف عن النضال بل عن مجرد السماع عما يدور .
التشابه الرابع : احتراف التخوين و التشكيك و الشيطنة و الاتهامات الباطلة و إطلاق الإشاعات المغرضة و التشويه و الغيبة و السخرية و الاتهام بالعمالة كل طرف في حق الطرف الآخر.
التشابه الخامس : أن لا هؤلاء و لا أولاءك بقادرين على فعل شيئ لوحدهم و أنهم واعون بذلك لكن يتحاشونه لا لشيئ إلا لعدم الاعتراف بحاجتهم إلى الآخر.
التشابه السادس : الأنانية و النرجسية و حب الظهور و عشق الزعامة و زعم امتلاك الحقيقة المطلقة و الرأي السديد لدى كثير من أفراد الحزبين (كل حزب بما لديهم فرحون) و هذا كان من الأسباب الرئيسية التي نخرت اللحمة التي ظهرت خلال الوقفة الأولى للناس ، و أنا أحمل هؤلاء المصير المظلم الذي رموا فيه كارتنا عن إدراك أو دون وعي.
التشابه السابع : أن أغلب مكونات الجبهتين هي من ضحايا نفس المسؤولين و كان حري أن توجه سهامها كاملة إلى صدر عدوهم المشترك و المتمثل في السلطة المحلية و المنتخبين الجماعيين و البرلمانيين بل حتى إلى السلطات الأعلى.فلا يعقل أن لا توقظ البطالة و التهميش و الحكرة و القمع و الفقر هؤلاء جميعا من نشوتهم بوقفات لم تتقدم بالكارة أبعد من شبر بالمقارنة مع الطريق الطويل و الشاق الذي كان يجب أن نناضل لنضع رجلها على أوله.
هنالك بدون شك أوجه تشابه كثيرة أخرى و هذا إن دل على شيئ فإنما يدل على تشابهنا رغم تأففنا من بعضنا و اتهام الآخر دون رؤية أوجهنا في مرآة الكارة ، لكن لا يتسع المجال لذكرها كلها.
الذي ذكرته عن عثرات تنسيقيتنا ليس إلا مثالا و قس عليه كل ما يجري في الكارة و منذ الأزل ... و ذلك يؤكد بأن الكثير من الكارويين إن لم أقل كلهم ، وأنا أضع نفسي من ضمن هؤلاء ، الكثيرون لا يفقهون حرفا في فن و ثقافةالاختلاف و التي تعني في رأيي المتواضع ، بعد أن راجعت نفسي ، أن تقبل أولا بالآخر مهما كانت إيديولوجياته وآراؤه ، كما يعني ثانيا أن تدافع باستماتة عن حق خصمك في التعبير عن ذاته وأن تقبل وتحرص على أن يحصل خصمك على الفرصة الكاملة للتعبير عن رأيه وهذا لا يعني بالضرورة أن تتفق معه أو تؤيده ولكن عليك أن تستمع إليه وإلى ما يطرحه عليك وأن تناقشه وأن لا تحاول أن تجعل صوتك أعلى من صوته حتى تمنع صوته من الوصول إلى الناس ،ويعني فن الإختلاف ثالثا أن تناقش مخالفيك وأن تخاطبهم بالعقل والمنطق والحجة دونما أن يصل هذا الإختلاف والنقاش إلى درجة العداء ، عليك أن تحترم منطقهم كما يجب أن يحترموا منطقك دونما أن يحاول أحدكما إلغاء الآخر ، كما يعني رابعا : ألا يخرج الحوار مهما اشتدت درجته وحرارته عن أدب الحوار ، فلا يجوز ونحن نتبجح بالنضال و الوعي و التحضر أن نمارس الحوار المتخلف ونستخدم الأوصاف والعبارات والكلمات التي تجرح الآخرين أو تعد سبا وشتما و الأساليب الدنيئة التي ليس لها من إسم آخر غير الضرب تحت الحزام.
اعتقد انني من خلال متابعتي لما ينشر في صفحتنا و مواقعنا الكاروية الأخرى و ما قيل في وقفاتنا و ما نقوله نحن و يقولونه هم ، أننا نسعى جميعا إلى احترام حقوق الإنسان وتطبيق الديمقراطية الحقيقية ، ولهذا فيجب أن نقول ونفعل مانقوله ،فإذا كنا نطالب باحترام حقوق الإنسان فأول هذه الحقوق هو الحرية في التعبير عن الآراء والأفكار والحماية من الاضطهاد نتيجه لتلك الآراء والأفكار ولهذا فلا يجوز ممن يطالبون بالحرية في الآراء وحريتهم في التعبير عن آرائهم ويتألمون من فقدانهم لتلك الحرية أن يحاولوا أن يجعلوا المخالفين لهم يلاقون نفس ما يعانون منه من كتم لأصواتهم .. كما أن من يطالبون بالديمقراطية الحقيقية عليهم ان يكونوا المبادرين إلى تطبيقها ويقبلوا بالآخر ويقبلوا أن يعبر عن آرائه بحرية وإن رغبوا في ان يخالفوه الرأي فليعبروا عن هذا الاختلاف بالحوار العقلاني .
وفي النهاية أتمنى أن نجيد جميعا وأنا معكم فن الإختلاف ،وأن نتعلم كيف نضع فاصلا بين الاختلاف في الرأي وبين العداء .
لنختلف كما نشاء ولكن لنختلف ونحن أصدقاء بل إخوة نحرص على ان نتحاور ويستمع بعضنا لبعض ، صدقوني ان الاختلاف مهما بلغت حدته فإنه لا يعني انتفاء الصداقة والود،وهذا ما أتمنى ان أراه هنا على صفحات الأنترنت و كذا على أرض الواقع ، لنختلف ولنتجادل دونما أن نعادي بعضنا البعض فنبقى بذلك رغم كل الخلافات في الرأي أصدقاء واخوة و لنضع أيدينا في أيدي بعض كأبناء للكارة و ليس كمنتمين أو مستقلين أو مؤدلجين و لو تكلف منا ذلك البدء من الصفر...
هذا هو السبيل الوحيد في رأيي المتواضع كي نعود بنضالنا إلى ما كان قد وصل إليه حتى بات يرهب المسؤولين و يقظ مضاجعهم.
ليتعظ من هداه الله و يريد فعلا مصلحة الكارة و ليعرض عن كلامي من يشاء ممن لهم مصالح ذاتية أو لا يرون أبعد من أنوفهم أو لا يفهمون كيف تسير الأمور في السياسة بل في الحياة.
و عندي سؤال أخير و أود أن يجيب عنه الجميع و لو أمام مرآة :
من استفاد من اختلافنا و تشتتنا و التفريط في وحدتنا ؟؟؟
مع تحيات أخوكم في الله فخرالدين بوزيد.
السبت مارس 14, 2015 4:56 pm من طرف السبع بولبطاين
» سرقة كاميرات مراقبة من تانوية عثمان بن عفان
السبت مارس 14, 2015 4:46 pm من طرف السبع بولبطاين
» مقرقب يعتدي على باعة الخبز والدرك يتجاهل شكايتهم
الإثنين مارس 02, 2015 3:43 am من طرف السبع بولبطاين
» عضو بالمجلس الجماعي يحتل باشوية الكارة ليلا لتسجيل محسوبين عليه في دائرته
الإثنين فبراير 23, 2015 3:55 pm من طرف السبع بولبطاين
» فضيحة الإنعاش لي طاب و ما حلاش
الإثنين يناير 26, 2015 7:22 am من طرف حديدان لحرامي
» هذا إنذار لأشباه الأحرار
الإثنين يناير 26, 2015 5:21 am من طرف حديدان لحرامي
» مقتل شخصين في حادثة سير بطريق الكارة برشيد
الأحد يناير 25, 2015 5:00 pm من طرف زائر
» خلاف حول أحقية المرور يتحول الى عراك بين قائد ومواطن
السبت يناير 10, 2015 4:25 pm من طرف زائر
» إعتقال عضو من عصابة أولاد الصخيرية
الجمعة يناير 09, 2015 9:23 am من طرف شاهد عيان
» سرقة واغتصاب ذكر بالعنف
السبت ديسمبر 27, 2014 3:31 pm من طرف شاهد عيان
» الدرك يقوم بحملة تمشيطية وإلقاء القبض على العشرات
الخميس ديسمبر 18, 2014 4:08 pm من طرف شاهد عيان
» الثلاثي الخطار
السبت ديسمبر 06, 2014 2:15 am من طرف زائر
» اشتباك وتبادل السب بين رئيس بلدية الكارة وماتبقى من اعضاء مساندين له
السبت ديسمبر 06, 2014 2:04 am من طرف زائر
» درك الكارة يلقي القبض على تلاتة لصوص
الأربعاء ديسمبر 03, 2014 2:14 pm من طرف شاهد عيان
» القبض على صاحب مدرسة خاصة بتهمة هتك عرض قاصر
الأحد نوفمبر 30, 2014 5:48 pm من طرف ڭـــاروية
» مختل عقلي يهاجم امام مسجد دوار بلال
الخميس نوفمبر 27, 2014 2:35 pm من طرف شاهد عيان
» حفل فندق راديسون بلو القاهرة لعملائه
الثلاثاء نوفمبر 25, 2014 5:10 am من طرف زائر
» سرقة مقهي بالحي الاداري
الأربعاء نوفمبر 12, 2014 3:19 pm من طرف شاهد عيان
» سرقة مقهي بالحي الاداري
الأربعاء نوفمبر 12, 2014 2:35 pm من طرف شاهد عيان
» إقتحام عيادة طبية
الإثنين نوفمبر 10, 2014 5:03 pm من طرف شاهد عيان
» ورثة الفرجية يمنعون البلدية من استغال اشطيبة
الجمعة نوفمبر 07, 2014 2:17 pm من طرف شاهد عيان
» عصابة اولاد الصخيرية تختطف تاجر المخدرات والخمور (حفيظ)
الإثنين أكتوبر 27, 2014 3:25 pm من طرف شاهد عيان
» ذبحه من العنق وهرب
الإثنين أكتوبر 27, 2014 2:53 pm من طرف شاهد عيان
» قتيلين بطريق برشيد
الثلاثاء أكتوبر 21, 2014 2:16 pm من طرف شاهد عيان
» محاولة انتحار فتاتين بسبب نشر صور فضائحية
الأحد أكتوبر 19, 2014 4:50 am من طرف زائر
» سيارة تصدم امرأة وابنها
الأربعاء أكتوبر 15, 2014 6:07 pm من طرف شاهد عيان
» إنتحار تلميدة
الجمعة أكتوبر 10, 2014 2:14 pm من طرف زائر
» انتحار اربعيني
الخميس أكتوبر 09, 2014 4:07 am من طرف شاهد عيان
» الدرك يشن حملة ضد اوكار المخدرات والخمور
الثلاثاء أكتوبر 07, 2014 5:45 am من طرف زائر
» قتيل تحت عجلات شاحنة
الإثنين سبتمبر 29, 2014 6:48 am من طرف شاهد عيان
» فندق راديسون بلو هليوبوليس القاهرة توعد نزالائها الكرام بأن توفر لهم كل ما يحتجونه بداخل وبخارج الفندق خلال اقامتهم لضمان كسب ارضائهم بنسبة مئة بالمئة.
الأحد سبتمبر 28, 2014 2:35 am من طرف زائر
» سيول وفقدان قطعان من المواشي وخسائر مادية
الخميس سبتمبر 25, 2014 3:27 am من طرف شاهد عيان
» سيول وفقدان قطعان من المواشي وخسائر مادية
الخميس سبتمبر 25, 2014 3:25 am من طرف شاهد عيان