من يقف وراء منتديات صوت الكارة ؟

و لنا في هذا الموقع جنود لا نعلمهم إلا نحن : خطواتهم على الرمل لا وقع لها لكن أثرها واضح ، شموع تحترق لتضيء طريق الآخرين ، يختفون في الظل ليتركوا لنا الأنوار والشهرة ، إنهم جنود الخفاء ذكورا وإناثا ، أعمالهم عظيمة ، يجتهدون لتقديم خدمات للكارة عبر نافذتنا ، يقتطعون من أوقاتهم لأجل إسماع صوت الحق ، يفرحون لأفراحنا و يحزنون لأحزاننا .. إنهم فرسان وفارسات "منتديات صوت الكارة"
هذا ما سأتكلم عنه في هذا الموضوع ،سأتكلم عن أشخاص غير معروفين و لايراهم أحد لكن لا نقوى على الاستمرار بدون دعمهم و مساعدتهم لنا بل هم أهم في أحيان كثيرة منا نحن الذين نظهر في الواجهة بل هم النجوم الحقيقيون
لهم الحق ، نعم لهم حق في أن تعرفوهم و تقدروا مدى تضحياتهم ومتاعبهم لتكتمل لديكم الصورة في أن الموضوع الواحد أو الخبر الواحد أو التغطية الواحدة التي تقرأونهم في مواقعنا ما كانوا ليصلوكم لولا تضحيات و تعب هؤلاء .. نعم .. هؤلاء الذين يحملون همّ الكارة في صدورهم فيعطون و يعطون و يعطون لا لأنهم موظفون يعملون لحسابنا لقاء أجر و لا لأنهم يسعون إلى الشهرة ولا لأن لهم مصلحة ما غير المصلحة العامة بل لقناعتهم التامة بأنهم يحملون شرف الانتماء الى طليعة المناضلين التي تشكلت بفعل الظلم المتكرر و الإفساد المتعمد والتهميش المقصود لمدينة تقول اليوم بأعلى صوت لكل من سولت لهم أنفسهم التلاعب بمصائر الخلق والحجر على أحلام العباد وقتل أمال الشباب في المهد بمدينتنا الحبيبة الكارة : "كفى ، باراكا" ... هذه الكتيبة من المتطوعين والمتطوعات أقسمت على النضال بنقل الكلمة الصادقة و الصورة الناطقة و هموم و آلام الآخرين إلى أكبر عدد ممكن من المتلقّين حتى صارت "منتديات صوت الكارة" و غيرها من مواقعنا الموازية كلها نجوم تتلألأ في سماء الإعلام الوطني لدرجة أصبحت كل المواقع الإلكترونية و الجرائد الورقية تنهل من نبعنا و تسرق من زادنا
إن "منتديات صوت الكارة" التي كانت ولادة لإعلام حر منذ يومها الأول ما كانت لتشتهر في الكارة بل و في المغرب برمته لولا تضحيات جنودها و مجهوداتهم المجانية ، فمن هم هؤلاء و ماهي ميزاتهم وإبداعاتهم وكيف يتعاملون مع الحدث في الميدان و كم من الخطورة يتعرضون لها ؟
إنهم و بكل بساطة رجال و نساء ، شبان و شابات من مدينة الكارة تحبهم و يحبونها و هم سفراء "صوت الكارة" ليس فقط في المنطقة بل في كل الأمصار ، أشخاص يسهرون على خدمة الكارة و ناسها و يتفانون في عملهم ، هدفهم الوحيد إرضاء ضميرهم و إتقان المهمة التي أوكلت إليهم دون أن تروهم أو حتى تحسوا بوجودهم و الحقيقة أننا لا نعطي في أحيان كثيرة قيمة لما يقومون به من أجلنا. إنهم مناضلونا الأوفياء و فيهم الكتاب والمصورون و التقنيون و المراقبون و المتعاونون و المراسلون و المصححون و فيهم كذلك المصادر ، مصادر من قلب الحدث من موظفين و رجال تعليم و أمنيين و طلبة و تلاميذ وعمال وتجار و عاطلين أكانوا متحزبين أو مستقلين ، يساريين وسطيين أو إسلاميين ، دون أن أنسى مهاجرينا و مهاجراتنا الأوفياء الذين يعبرون لنا على الدوام عن دعمهم اللامشروط و امتنانهم اللامتناهي و افتخارهم بنا و بنضالاتنا... إنهم و بكل بساطة شرفاء الكارة و رجالها ونساءها ممن يأبون الظلم و "الحكرة" ... إنهم كل من لا يخاف أن يدفع الثمن و منهم من فعلا دفع الثمن وتعرض لمضايقات وشكايات و ضغوطات و تهديدات لا حصر لها و ما زادهم ذلك إلا إصرارا
شخصيا أعتقد أن "منتديات صوت الكارة" أصبحت محركاً هاماً من محركات الاحتجاج السلمي و المعارضة البناءة بعد بدايتها بعدة سنوات ، حيث اعتمدت منذ البداية على العمل التطوعي و على غيرة شرفاء الكارة ، فمع أن مؤسسها كان فردا واحدا في البداية إلا أن آخرين سرعان ما التحقوا به لتكوين نواة صلبة لإنجاح هذه التجربة بل منهم من حذف موقعه وانضم دون قيد ولاشرط ، وهكذا تكونت إدارة الموقع و طاقم الإشراف من أفراد حولهم العشرات من الكتاب والتقنيين ، وحول هؤلاء العشرات من المراسلين وحول هؤلاء أيضا العشرات من المصادر و المتعاونين ، حتى صرنا نكون شبكة لا تعرف في زخمها من هو الرئيس من المرؤوس و لا إلى من يعود أكثر الفضل في هذا النجاح الباهر الذي أصبح هذا الموقع يتمتع به لدرجة أصبح كل المسؤولين المحليين و الجهويين يتوفرون على نسخ من المواضيع التي نكتبها .. و رغم ما وصلنا إليه فإن أي أحد منا ومنهم لم يأخذ في أي وقت من الأوقات أي مقابل أكان ماديا أومعنويا لقاء ما يقوم به ، بل أعتقد أن جميعهم تحمل من جيبه بعض النفقات ، فعندما تكتب أو تتصل هاتفيا أو تنسخ أو تذهب لتغطية حدث ما فهذا يكلفك ماديا طبعاً ، لكن أحداً منهم لم يدر في خلده أن "منتديات صوت الكارة" ستعطيه تعويضاً عن ذلك بل أكثر من ذلك فلا أحد يقول كم صرف من جيبه ... لقد كان سر نجاحنا هو طوعيتنا و غيرتنا و حبنا لمسقط رؤوسنا واضعين نصب أعيننا فعل الشيء الصحيح الذي انطلقنا له ولأجله دون زيادة منا أو نقصان وهو مد يد العون لمن هم حولنا فيما نملك ولا يملكون أي إسماع الصوت ، مد يد العون لمن يريد إيصال معاناته أو غضبه إلى الناس ، فكنا طرفا وسطا نشيطا بين الضحايا وبين الجماهير ، وهو جهد خفي نقي غير مكشوف ، لكنه كبير كبر هذه الأمانة التي صارت اليوم ملقاة على عاتقنا
في الأخير أقول أن هذا الموضوع على طوله إنما هو برقية شكر و امتنان أوجهها لجنود الخفاء فأشدّ على أيديهم لمزيد من العطاء و البذل في سبيل خدمة الكارة و ضعفاءها ، و لا أظنهم يحتاجون إلى التوصية ، فهم يدركون قداسة عملهم ، و ياما رأيتهم يسارعون لتلبية نداءات المواطنين و التدخل السريع و الفعال ، مهما كانت صعوبة الوضع أو المكان أو الوقت الذي يمكن أن تستغرقه عملية التدخل والتغطية...و بكل صراحة فإنني أقف أحيانا لأتخيلهم و هم بصدد أداء واجبهم ، يغمرهم الغضب ، يرهقهم التعب و يتهددهم الخوف و لكن مع ذلك لا تسمع منهم كلمة احتجاج أو عبارة تذمر أو شكوى ، بل هو صمت عميق و تركيز أعمق لأداء العمل على أحسن وجه ، عمل قد يستغرق منهم وقتا طويلا يمضونه على حساب عائلاتهم و راحتهم و واجباتهم المهنية أو المدرسية ... كان بودّي لو أستطيع أن أذكرهم بأسماءهم واحدا واحدا لكنهم لا يريدون بل يتعالون على حب التمظهر و الظهور فهم جنود السر ويريدون أن يبقى هذا السر مكنونا ، بدل ذلك أريدهم أن يعرفوا أننا مدينون لهم بكل شيئ و ما كنا لنصل إلى ما وصلنا إليه لولاهم
اليوم أقف بجانبهم فأشعر بأنني قزم أمام عظمة العمل الذي يقومون به ، فشكرا لهم و ألف شكر قد لا يكفيهم حقّهم ، و لكنّها مبادرة منّي لأوجه لهم عبارات الإمتنان و الثناء خاصة و أنّ أغلب الناس لا يعون بقيمة هؤلاء الرجال و النساء و لا يعطونهم حقهم .... فشكرا لكم للمرة المليون على المجهود الذي تبذلونه و جازاكم الله خيرا على كل ما تفعلونه في سبيل المصلحة العامة لمدينة يكفيها فخرا أنها أنجبت أمثالكم

فخرالدين بوزيد