ماذا عن نضال ياسينيي الكارة ؟

عندما ينادي الفرد بالديمقراطية والحرية ويمنع الآخرين منها وينكرها عنهم آنذاك نكون أمام شخص دكتاتوري بل أكثر طغيانا وجبروتا ، واقع الحال ينطبق على جماعة العدل والإحسان والمنتمين لها في الكارة و ربما في المغرب ككل فلقد اغتر أتباع الشيخ ياسين بعد إحساسهم بالتجاوب الذي قوبل به احتجاج القوى الحية في شخص ثلة من الشباب الحر حتى ظنوا أنهم فقط الذين على صواب وأن كل المناضلين الآخرين بلطجية ومخزنيين اشترتهم الدولة بالعطايا والأموال و دفعتهم إلى اختراق التنسيقية المحلية لإحباط نضالهم .
إن ما عرفته الكارة في الشهور الأخيرة من حراك نضالي قوبل بإشادة أحرار الكارة لا يؤكد بأن الياسنيين قد أفلحوا في جر الشارع وراء مخططهم كما يتوهمون و كما حاولوا تطمين قياداتهم الوطنية بذلك ، بل يؤكد على تشبت الشباب الكاروي بمدينته ومطالبته بخطوات إصلاحية وبمسار تنموي حقيقي في ظل وجود إختلالات خطيرة وفساد كبير لم تحرك الأجيال السابقة ساكنا للحد منه فقام هذا الجيل لما سنحت الفرصة لذلك و استغل حراك الشارع المغربي للمطالبة بمطالبه المحلية تحت مظلة حركة 20 فبراير .
و لأن ياسينيي الكارة يتحركون حسب تعليمات الجماعة العليا فإنهم استغلوا الشارع الكاروي والوضع العام وركبوا على أحلام شباب 20 فبراير بالكارة و الذين كانوا هم السباقين للدعوة الى الاحتجاج كما حاولوا تحريف مطالبهم الاجتماعية و جعلها وطنية عوض صبغتها المحلية التي استطاعت الوصول لقلوب السكان من شارك و من لم يشارك منهم لتقلبها لمطالب سياسية،الشيء الذي جعل الجماعة تقع في الكارة في شباك نصبتها بنفسها وعوض أن تكسب ود الشارع زاد هذا الأخير من رفضه لها لمعرفته جيدا بنواياها السياسية التي لا تهمها الكارة في شيئ .
ولأن الشباب المستقل لم يقبل غير النضال من أجل الكارة و الكارة قبل غيرها فإنهم اختاروا الانفصال عن الياسنيين و مواصلة النضال بعيدا عنهم ضاربين كل تخطيطات الجماعة بالحائط فخرج أعضاء الجماعة مجددا للشارع مستغلين انقطاعات الماء الصالح للشرب لا لشيء إلا لمعاكسة السلطة والنزول فيها بوابل من الشتائم ووصفها بشتى الأوصاف القبيحة وذلك للتأكيد على وجود الجماعة المزعوم في الكارة و قوتها الوهمية .
إن شباب الكارة المناضل سيظل وفيا لاختياراته وتعبيره عن إرادته بحرية بعيدا عن كل تعليمات خارجية ورفضه لمنطق الجماعة الساعي لزرع الفتنة بالمجتمع المغربي ككل و الكارة جزء لا يتجزأ منه.
لقد حاول ياسينيو الكارة بكل قوة و بدعم خارجي واضح الاستيلاء على الشارع الكاروي ولكنهم فشلوا الفشل الدريع ووجدوا أبناء الكارة في شخص مناضلي الأنترنيت أقوى مما يتصورون ووطنيتهم تفوق تفكيرهم الضيق فحاولوا أن يتصدوا لهم بالتشكيك في ثباتهم و نواياهم و تلطيخ سمعتهم و ضرب مصداقيتهم لكن الشارع الكاروي أرسل لهم الرسالة تلو الأخرى و جعلهم يتأكدون بأنهم لن يتمكنوا من فرض مخططاتهم في مدينة الكارة لأنه صار للكارة اليوم أبناء يحمونها.