ماذا عن التنسيقية المحلية لحركة 20 فبرابر بمدينة الكارة

التنسيقية المحلية المستقلة بالكارة لم تأت من فراغ، وليس برغبة التميز عن باقي المناضلين أو نتيجة إملاءات سياسية خارجية أو لتحقيق مصالح ذاتية ، ولكنها جاءت نتيجة حراك دام أكثر من عشرين سنة لخلية من المناضلين الشباب من خلال عمل نضالي دؤوب كان يرتكز في بدايته على مجموعة من الأندية والجمعيات و التي كان من بين اهتماماتها التعريف بالوضعية المزرية التي كانت ولا تزال تعيشها مدينة الكارة و كذا التنديد بها و تسليط الضوء على المسؤولين عنها.... وفي هذا السياق و عبر عدة محطات زمنية تم تنظيم مجموعة من الأنشطة النضالية كانت تعتمد الكلمة الهادفة كأسلوب لإيصال صوت الشباب الى المسؤولين فمن تأطير الأطفال و اليافعين و توعيتهم بضرورة النضال و جدواه إلى الصدامات المتكررة التي كانت تقع مع السلطة المحلية و المجالس البلدية مرورا بالارتكاز على المسرح و الشعر النضالي و الغناء الهادف و ما إلى ذلك من أشكال نضالية كانت في وقتها متميزة و سابقة للتاريخ .. و بعد تعميم شبكة الأنترنت و دمقرطة هذه الوسيلة الجديدة لإيصال المعلومة توسعت تلك الخلية و انضم إليها نشطاء شباب بأفكار جديدة و حماس كبير أعاد ضخ المزيد من الحيوية إلى جسم هذا النضال الشبابي .. فبدأت مرحلة النضال الإليكطروني مع موقع الكارة ويب و الذي كان شعاره : " الكارة بعيون جديدة " ثم تفجرت طاقاته في منتدى الكارة ضحية أبنائها و الذي أصبح بتميز و امتياز منبر المعارضة الأول في المدينة تلته بعد ذلك عدة منتديات نذكر منها منتدى المذاكرة للنضالي الإليكطروني و منتديات صوت الكارة دون إغفال الدور الذي لعبه الفايسبوك للتعريف بقضيتنا و تقريبنا من الشريحة العمرية التي نعقد عليها كل آمالنا ألا و هي فئة الشباب .. في الفايسبوك ظهرت عدة مجموعات و صفحات كان همها الدفاع عن الكارة و النضال من أجل تغيير واقعها و نذكر منها صفحة الكارة و مجموعات غير بالسياسة و الكارة زمان كأمثلة ... المحطة الثالثة كانت هي ظهور حركة 20 فبراير و التي التحقت بها تلك الفعاليات الشبابية لإسماع صوتها و طنيا و للضغط على المسؤولين المحليين من أجل التغيير و الإصلاح بحركة لها وزنها و البقية الكل هنا يعرفها....أما فيما يتعلق بالشق الثاني من الموضوع والمتعلق باستقلالية التنسيقية ، فإننا نعتقد أن تداخل النضالي والسياسي واستعمال النضالي لأغراض سياسوية ضيقة كثيرا ما شكل أحد أهم منزلقات العمل النضالي، وغالبا ما كان عاملا مثبطا لعزائم المناضلين و تاريخ أحزابنا الوطنية التاريخية و نقاباتنا خير دليل على ذلك ، مما يدخل الوهن للجسد النضالي و ينتهي بقتله...ومن ثمة ابتعاد المهتمين و المتعاطفين عن الفعل النضالي وعزوف مشروع عن النضال ككل. ولتمنيع تنسيقيتنا عن كل زيغ أو انحراف لا نرى حلا إلا تبني مبدأ الاستقلالية في القرار و الفعل والتنظيم، هذا بالإضافة إلى أننا في مختلف هياكل التنسيقية نعتبر أن هذا المبدأ هو مبدأ موحد، اعتبارا لكون التنسيقية لا يمكن أن تفرض على الأعضاء الشباب ميولا سياسيا ما، لأن ذلك في اعتقادنا يتناقض مع أهداف حركتنا والرامية بالأساس إلى تجميع الشباب وتوحيد نضالهم لتحقيق ملف مطلبي واضح ووجيه... لهذه الأسباب انفصلنا عن إخواننا في جماعة العدل و الإحسان و حزب الاتحاد الاشتراكي و نقابة الموظفين و جمعية الوفاق بعدما لمسنا بأنهم لم يحترموا الشرط الوحيد الذي نسقنا معهم على أساسه ألا و هو الانضمام للحركة كمواطنين عاديين و ليس كهيئات سياسية لها أجندات نرى أنها لن تخدم الكارة في شيئ .. ختاما ندعو المترددين من أبناء مدينتنا إلى الإنخراط الفعال في حركتنا الشبابية المستقلة لأننا في مرحلة تاريخية حاسمة و إن لم نحسن استغلالها فلنقرأ على الكارة السلام