الكارة مدينة بدون ولاء ولا ناخبين ولا أحزاب

الملاحظة التي تفرض نفسها في الكارة هي أننا لا نتوفر على أحزاب تستقطب و تؤطر وتحترم نفسها و انما على أشخاص يدعون الانتماء الى هذا الحزب أو ذاك لا لقناعات فكرية ببرامج هذه الأحزاب ولكن لاستغلالها في تحقيق مآرب شخصية...فهذا يستغل الاتحاد الاشتراكي لصيته و نفوذ كوادره و تجربته الطويلة ونضاله التاريخي وهذا يستغل التجمع الوطني للأحرار لامكانياته المالية و علاقات كوادره و قربه من السلطة وذاك يستعمل ورقة البيئة والتنمية لا دفاعا عن البيئة و بحثا عن التنمية ولكن لأن الحزب لم يتورط في فساد اداري و لعلاقته الشخصية بأعضاء من الحزب..والآخر اختار الأصالة والمعاصرة لأنه حزب صديق الملك ولأنه موضة اليوم وقس على أمثال هؤلاء السواد الأعظم من السياسويين الكارويين الا قلة قليلة جدا من المؤمنين بمبادئ و أفكار بعض الأحزاب...

والدليل على هذا التحليل هو الترحال السياسي الذي يعرفه المشهد السياسي في الكارة و هو ليس وليد اليوم بحيث رأينا و نرى دعامات وشخصيات من هذا الحزب أو ذاك تحول انتمائها 180 درجة وتنتقل الى حزب كان عدوالأمس أو على الأقل ذو نهج سياسي معاكس للحزب الذي كانت تنتمي اليه..فما معنى أن نجد اليوم مثلا اشتراكيا من المؤسسين للفرع في مدينتي منضويا تحت لواء "الاحرار" ؟؟؟وهؤلاء "الأحرار" ما الذي جعلهم بالأمس القريب هجروا جماعيا تجمعهم الوطني وانتقلوا الى حزب الاستقلال المعارض وها هم اليوم يشكلون أغلبية الحزب الذي هجروه (دائما بمدينتي)؟؟؟وما معنى أن نرى أحد المرشحين للرئاسة يتنقل كل ولاية الى حزب؟؟؟ والامثلة ليست فقط كثيرة وانما صارت هي القاعدة..
اذن فنحن في الكارة عندنا أزمة مبادئ و مشكلة مع الولاء لدرجة أصبح معها النفاق السياسي برنامجا انتخابيا قائما بذاته حتى أن الناخبين تعودوا على هذه اللعبة فيصوتون اليوم للاتحاد لأن فلان فيه ويصوتون في الغد للأحرار لأن فلان ذاك انتقل اليهم وبين الحزبين ما بين السماء والأرض....
فالناخبون في مدينتنا لا يصوتون لحزب ولا لفكر ولا حتى لبرنامج بل لشخص بعينه ويتبعونه كالنعاج حتى ولو ترشح باسم الشيطان حتى..فمن منهم الا قلة يعرفون شيئا عن الأحزاب المتنافسة وعن برامجها و أفكارها و تاريخها وكل ما بنيت له وعليه؟؟؟؟ من منهم عنده غرام واحد من الوعي والثقافة السياسية والولاء لمبدأ أو فكر؟؟؟؟
الحديث في هذا الموضوع يطول اخوتي وخلاصته أننا لا زلنا في الكارة نعيش القبلية والعصبية و الولاء للمعارف على حساب المصلحة العامة فلن نحلم بالتغيير الا اذا تمكنا من تعقيم ناخبينا ضد هذا الفايروس الديناصوري.والسلام

الذي نحتاجه اليوم هو مرشحين يتمتعون بنوع من الاستقلالية المبنية على الثقة بالجماهير وبأنها هي من تصنع تاريخها بنفسها، وهذا طبعا ليس تقديسا لعفويتها وإنما تأكيدا على جوهر التغيير الحقيقي المنشود والذي لن يكون ممكنا دون تدخل واعي للجماهير المناضلة المنظمة والمكافحة.

عندما تبرمج شخصا مستغلا جهله او فقره أو تلعب على الدين او الولاء و ترسله الى صندوق الأنتخاب فصوته يعتبر مزورا

مليت من الوجوه السياسية الموجودة حاليا
لقد هرمنا هرمنا و نحن ننتظر وجوها شابة جديدة