الحرب التي تنتظر مدينة الكارة

ستشهد الشهور القليلة القادمة انطلاق سباق انتخابات البرلمان المبكرة تحت ضغط الشارع و بفضل حركة 20 فبراير.
في الكارة و حسب المتتبعين للشأن المحلي يرى الجميع بأن معركة الانتخابات القادمة سـتأخذ شكلا مختلفا وأسلوباً مغايراً عما جرى في الاستحقاقات البرلمانية السابقة و ذلك لكثرة عدد المتنافسين الذين يتوقع ان يتجاوز عددهم 7 مرشحين ، من جهة و ظهور حركة احتجاجية شبابية في المدينة قد تقوم بحملات مضادة لحملات كل المرشحين أو أغلبهم من جهة ثانية.
وبسبب ضبابية المشهد الكاروي الذي يمتاز بعبادة الأشخاص عوض التصويت على أحزاب و برامج فإننا في هذا المنتدى نتوقع زيادة في حجم المؤامرات والتدليس بين المرشحين و الموالين لهم ومحاولة الإطاحة بعضهم ببعض من دون رحمة متجاوزين حدود المنافسة السياسية إلى تعمد الإذاية على المستوى الشخصي و اعتماد الإشاعات و تشويه صورة المنافسين و التشكيك في النوايا و ذلك بشكل غير مسبوق ، ما يجعل من معركة الانتخابات المقبلة حامية الوطيس وشرسة تفوح منها رائحة الكذب و التضليل والنفاق بأبشع صوره لاسيما ان اغلب المرشحين ينتقدون بقية منافسيهم و من الان أي قبل بداية الحملات الانتخابية بطريقة مخيفة تتجرأ فيها محاولات الإساءة الشخصية والتشهير والضرب تحت الحزام !
لذلك فان سكان الكارة أصبحوا في حيرة من امرهم وفي وضع غير مريح لا يعرفون اي مركب يوصلهم الى ضفة الأمان وتحدي الرياح والمخاطر، لان اغلب المرشحين يطالبون بالحصول على الأصوات من دون تقديم برنامج اصلاحي للنهوض بواقع المدينة المر ، ومنهم من يحاول تطبيق سياسة : ضد في هذاك صوت عليا واخا منكونش مزيان ..و بالطبع مع وعود بتقديم هدايا مادية وعينية قبل و بعد الانتخابات كما هو جاري به العمل منذ الاستقلال و الى اليوم.
إننا نعيش في مدينة النفاق الاجتماعي و السياسي بامتياز ، فالتقبيل في العلن والطعن في الظهر والاتفاق في الصباح والاختلاف في المساء مطبقين مقولة كل شيء في الانتخابات مباح ،مدينة لا توجد فيها شجاعة الفرسان وقوة الرأي ،وتقبل الخسارة بروح رياضية، وهذه الأفكار تولدت لعدم اقتناع الناس بأغلب المرشحين السابقين و الحاليين بل وحتى المنتظرين ، و للأكذوبة الكبيرة القائمة على انعدام البديل ولإغلاق الأبواب بوجه الكفاءات والأشراف بسبب التقسيم الانتخابي الظالم و الشروط المادية الضخمة و الاكراهات المعنوية الكبيرة .
وبدلا من ان تكون الانتخابات المقبلة نهاية مرحلة النفاق السياسي بعد ملل الشارع الكاروي من الوعود الكاذبة التي جلبت الصداع المزمن لمدينتنا وبداية لمرحلة تشع بالأمل والطموحات الكبيرة فتسطع على كارتنا شمس التعاون والإخلاص وإنهاء الخلافات والتجاذبات، فإن معطيات الأمور لا تبشر بخير البثة ، لأن البعض من أصحاب القرار السياسي يسعى إلى حرب حقيقية مما سيجعل الوضع الكاروي قبيل و حتى بعد الانتخابات القادمة يتسم بنوع من الانقسامات الخطيرة ستزداد فيها حدة الصراع وتؤدي الى تشظي الوسط السياسي بل و الاجتماعي الى أجزاء متناثرة من الصعب جمعها بسهولة بعد ذلك اذا سارت الامور في اتجاه الأحقاد و الانتقامات و المؤامرات كما يتوعد بها المرشحون القادمون !
من المؤسف ان المرشحين الذين كنا نتمنى منهم تغيير اللعبة لا يرون أكثر من أرنبة الأنف ويسعون بقوة الى إبعاد المرشحين المؤثرين عن طريقهم بأساليب ملتوية لتسلم موقع القيادة بسهولة بغض النظر عن الوسيلة فالمهم كيفية الوصول لتحقيق أحلامه؟
والغريب ان السكان و الناخبين الذين يمتلكون القوة الفعلية على ارض الواقع لاختيار هذا العضو او ذاك لتمثيلهم يتفرجون على مهزلة الحملات الانتخابية المبكرة التي تفوح منها رائحة الفساد بل لا يغضبون حتى عندما توجه اليهم الاتهامات بأن أصواتهم معروضة للبيع في "سوق نخاسة الانتخابات" لأن الأمر أصبح يسري في دماء الكثيرين و دون خجل ولا إحراج . والمصيبة أنه رغم تذمر و غضب العقلاء و الأشراف و المثقفين في الكارة فإن حيادهم السلبي يجعلهم مجرد ألسنة تلوك الاتهامات على كراسي المقاهي من دون اتخاذ موقف شجاع يردون به على المرشحين ويؤكدون انهم أصبحوا اكثر قدرة وخبرة على توعية الناخبين لتمييز الصالح من الطالح والوفي من المتآمر .
و عليه فنحن ندعو أحرار الكارة و خصوصا شبابها المناضل الى السعي الحثيث لإنهاء مرحلة النفاق السياسي التي استشرت في الوسط الكاروي بطريقة غريبة نسفت أواصر الصداقة والعلاقات الوثيقة التي تربط الناس ببعضهم و الناس بالمرشحين و المرشحين ببعضهم و ذلك بتنصيب أنفسهم باعتبارهم مستقلين كصمام أمان للانتخابات القادمة و كتيار يوضح بالصوت العالي يمر عبر النضال ما يخفى من اللعبة السياسية على عموم و بسطاء الناخبين ، و هكذا نستطيع ان نبدأ بإطلاق الأمنيات لبداية عصر جديد يعطي لكارتنا وزنها الحقيقي في مصاف المدن الوطنية وينعم فيه الوسط الكاروي بالمحبة والوئام.

نتمنى أن يتطاحنوا و يتحاربوا و ينهك بعضهم بعضا و نتمنى ألا يحصل أحدهم على مقعد برلماني و نتمنى أن يظهر من بين أبناء الكارة رجل لا ككل الرجال يسحب البساط من تحت كل هؤلاء الخونة.

حتى واحد فيهم ما يصلح.
خصنا واحد من الشباب المثقف و الواعي و الحاس بهموم الناس يلا بغينا نزيدو لقدام و لكن فين هو و فين هوما لي غادين يدعموه و يجريو معاه؟
خصنا نبداو نبحثو و نعبؤو من دابا يلا بغينا نسدو الطريق في وجه الانتهازيين.

لا تعرفون ربما كل ما قام به برلماني الاتحاد الاشتراكي لمدينة الكارة و عليكم أن تبحثوا و إن كنت أحمل هذا التقصير في التواصل مع سكان الكارة لقياداتنا المحلية.ولضلك فأنا أرى أن الدكتور عبدالحق بوزيان هو الذي يستحق تمثيلنا و إن كنت أعرف أن الكثيرين هنا سيعارضونني الرأي.

الكارة سيدة نفسها
لم تكن حركة 20 فبراير وراء هذا الإنتخابات بل إنه الدستور الجديد الذي سيعيد تشكيل البرلمان والحكومة والمجلس المستشارين والجماعات المحلية وعمادة المدينة
وأقول إن مدينة الكارة والحمد لله أصبحت تميز بين من يخدم مصالحها وبين من يخدم مصالحه الشخصية وهي سيدة نفسها فهي غدا مدعوة الإختيار من سيسيرها على المستوايات المذكورة أعلاه والخيار لها والقول الفصل الأبناء الكارة

لمن تحكي زبورك يا داووووود