للكارة رجال : الحاج منير فلوجي نمودجا

يتساءل كثير منكم من يكون صاحب الصورة ؟ هل هو من المفسدين أو من أزلامهم ؟ هل هو من المتورطين بحكم عمله في ملفات مشبوهة ؟ هل هو لا قدّر الله ضحية حادث مأساوي ما ؟
فلقد ألفنا ألا نرى في هذه المنتديات إلى "كمامير" الويل من مسؤولين فاسدين و مجرمين متنطّعين و منحرفين متجبّرين و ما إلى ذلك من حثالة الكارة و نواحيها حتى نسينا أن بالكارة رجاااااال (ونساء أيضا) شرفاء أحرار يعملون في صمت بعيدا عن الأضواء من أجل غد مشرق و كلهم سخط و حسرة على واقع مدينتهم الحبيبة .. الذي ترونه في الصورة واحد من هؤلاء ، فمن يكون ؟
إنه الحاج منير فلوجي من مواليد الكارة ، سنّه 44 سنة ، حاصل على إجازة في العلوم الاقتصادية ، عضو بالعديد من جمعيات مدينة الكارة و أغلبها خيرية الأهداف و هو فوق كل ذلك عضو مهمّ في المكتب الوطني لنقابة المنظمة الديمقراطية للشغل .. يشتغل حاليا كموظف ببلدية الكارة
إبن طريق الدار البيضاء هذا إنسان عصامي بنى نفسه بنفسه بحيث أتمّ مشواره الدراسي بتفوق و حصل على وظيفته دون تدخلات و أسّس أسرته الصغيرة في صمت و ليكلّل كل ذلك حجّ إلى بيت الله الحرام قبل أن ينال منه الكبر
الحاج منير مناضل بالفطرة يكره الظلم في كل تجلياته و يحب الخير للناس و يتمنى الازدهار لمدينته ، شارك في عدة محطات نضالية داخل و خارج مدينة الكارة و كان من بين الذين كسروا حاجز الخوف بمشاركتهم و سهرهم على نجاح أولى وقفات الكارة في التاريخ كما أنه ساهم في بروز العمل النقابي بالمدينة و كان وراء نجاح نضالات شغيلة بلدية الكارة رفقة قلّة قليلة من رجالات الجماعة
الكثير يمكن قوله في حق هذا الرجل الطيب الذي يلاقيك دائما بوجهه البشوش و ليس أقلّه استعداده الطبيعي لخدمة المواطنين و تقديمه للمساعدة لمن يحتاجها داخل الإدارة المحلية دون رشوة ولا زبونية أو محسوبية و دفاعه المستميت عن ملفات المظلومين
أخيرا يكفيه فخرا أنه كان رأس حربة مقاومة الفساد و الاستبداد داخل بلدية الكارة حيث وقف رفقة قلّة قليلة جدا من الموظفين في وجه خروقات و تجاوزات المجالس البلدية المتعاقبة على سدة الحكم في السنين الأخيرة
و لأن للنضال ثمنه فلقد تعرض السيد منير فلوجي و يتعرض يوميا للعديد من المضايقات و سعى المسؤولون غيرما مرة إلى الانتقام منه برفضهم تنقيطه بما يستحق لحرمانه من الترقية المستحقة و بالاقتطاع من أجره الشهري و حرمانه من العديد من الحقوق
الرجل سياسي بامتياز و بالمعنى الراقي للكلمة و يفهم اللعبة السياسية جيدا و أكثر من الأغلبية لكنه غير متحزّب و إن كان خصومه يتهمونه ظلما بموالاة الاتحاد الاشتراكي تارة و تارة بالتعاطف مع العدالة و التنمية تارة لا لشيء إلا لأنهم عجزوا عن تصنيفه و عن فهم دوافع معارضته الدائمة و التي ألخصها في ثلاث كلمات : رجولة ، معقول ، تضحية
فتحية خاصة إلى سي الحاج منير و من هم على شاكلته و شكر و عرفان من أبناء و بنات الكارة لما يقوم به في سبيل إحقاق الحق و دحر الباطل

بقلم فخرالدين بوزيد