للكارة رجال : الحاج رشيد البناي نمودجا

في إطار التعريف ببعض الوجوه التي لا يعرفها الكثير من شبابنا و التي أعطت و تعطي للكارة في صمت و دون دعاية سأعرفكم اليوم على إنسان آخر يستحق منا اعترافا صريحا بعلو شأنه في قلوبنا لوقوفه الدائم في وجه الباطل و دفاعه المستمر عن الحق
اليوم مع السيد الحاج رشيد البناي و هو من الوجوه المعروفة في مدينة الكارة لكن ليس للأجيال الحالية ، موظف جماعي ، بطل في رياضة الرماية و مناضل بالفطرة
هذا الأسد الشامخ في سماء قطعان النعاج التي ابتلينا بها في مدينة الكارة داق الأمرّين و تعرض للمضايقات من طرف مسؤولينا لا سامحهم الله لا لشيء إلا لأنه رفض خفض الرأس و تمريغ كرامته و أنفه في التراب و الانحناء للأسياد الجدد و تقديم آيات الولاء و الطاعة للسلطات ... فقامت عليه القيامة و أصبح إسما بارزا ضمن لائحة المغضوب عليهم فأصبحت أنفاسه تحصى و تحركاته تحسب و منع من التفرغ للإشراف على تداريب جمعيته الرياضية و من مزاولة الرياضة الوحيدة التي تحمل للكارة ألقابا دولية و وطنية
رشيد البناي لم يتألق في رياضة الرماية بالنبال و التي كان من مؤسسيها و بناتها بالكارة و نواحيها و لم يصل إلى منصات التتويج العالمية و لم يصبح مدربا وطنيا هكذا عبثا أو صدفة أو بضربة حظ ، فشخصية الرجل القوية و عناده و جرأته و رجولته و تضحياته جعلاه يعطي أكثر من المنتظر من أي مذكوري غيور
و لمن لم يعرف الرجل إلا و هو بطل في الرماية أقول بأنه كان رياضيا حتى النخاع حتى قبل ظهور هذه الرياضة بالمنطقة حيث كان من أنجب أبناء الكارة في بعض رياضات فنون الحرب ساعدته في ذلك بنيته القوية و شجاعته الفطرية
إلى جانب مساره الرياضي فإن هذا المتيمز نجح في أعماله الحرة بصبره و عناده الدائم و عصاميته كما أنه حاول دائما التوفيق بين وظيفته و حرصه على تشريف مدينته رياضيا الشيء الذي لم يتفهمه بعض المسؤولين و اعتبروه تحديا لهم ، ففي حين كان عليهم الموافقة على تفرغه لتمثيل مدينته أحسن تمثيل مع احتفاظه بوظيفته رمزيا قاموا بالتضييق عليه و محاربته مما جعل رده يكون قويا بحيث انخرط في العمل النقابي و أصبح من الأصوات الحرة القليلة التي تتحرك في فضاء البلدية و التي كانت لها صولات و جولات في مواجهة مفتوحة مع السيد رئيس المجلس البلدي الذي اعتبر مقاومة هذه النخبة تحديا شخصيا له و عداوة و لا أدري ماذا أيضا
أنا بعدا من المعجبين بهاذ السيد : إنجازات رياضية بالجملة دولية و وطنية ، مسار نقابي مشرف و نضال فطري ، حركية و حيوية في الأعمال الحرة ، عناد و جرأة و شجاعة و مواقف رجولية و أشياء أخرى لا يعرفها إلا من عاشر الرجل و عرفه عن قرب
خلاصة القول : لو كان في الكارة عشرة منه لتغيرت أمور كثيرة في بلدتنا