الجواب على السؤال الذي يؤرق الجميع : علاش هاذ المعارضة كاملة ؟

لماذا ننتقد مجلسنا البلدي الحالي كما انتقدنا السابق ؟ لماذا نعارض سياسات مسؤولي الكارة ؟ لماذا نكتب و نكتب و نتصيد أخطاء منتخبينا ؟
أسئلة يجيب عليها البعض بكوننا نسعى من وراء فضح خروقات من ملّكناهم أمور مدينتنا إلى تشويههم لدى الرأي العام المحلي بغية إضعاف حظوظهم و من ثمة إزاحتهم ليخلو لنا الجو فنترشح و ننجح و نفرح و نمرح و نشطح و بعد النجاح نردح و ننطح ... و قد يجيب البعض بأننا نحسد هؤلاء المسؤولين على النجاح الباهر الذي حققوه و نسعى إلى تحطيم إنجازاتهم "غيرة" و حسدا كالذي لا يصل إلى اللحم فيقول أنه "خانز" ... و قد يقول آخرون بأننا مسخرون من طرف السلطة حينا و الاشتراكيين حينا و الملتحين حينا و أعداء الوطن حينا أي أننا أقلام مأجورة همها خدمة أجندات جهات معينة على حساب مسؤولينا الأجلّاء
قبل الإجابة على تلك الأسئلة من منظورنا أود توضيح بعض الأمور :
أولا : لقد انتقدنا المجلس الاتحادي الذي كان يقوده السيد محمد مكرم رغم قرب بعضنا منه و كان انتقادنا أشرس و أعنف من معارضتنا للمجلس الحالي مما يردّ ادعاء من يقول أننا نعارض اليوم نيابة عن الاتحاديين أو بتحريض منهم
ثانيا : بعد مساهمتنا في إسقاط المجلس الاشتراكي جاءت الانتخابات الجماعية التي فاز بها السيد عمر فقيهي و فريقه فلماذا لم نقم بالترشح ؟ و لماذا سكت وقتها من كان يتهمنا بضرب الاتحاديين رغبة منا في الترشح و كسب ودّ الشباب و أصواتهم ؟؟؟
ثالثا : لما نظمنا وقفاتنا المباركة علت أصوات تتهمنا بالإعداد لخوض غمار الانتخابات البرلمانية و أن تلك المظاهرات لم تكن سوى حملة انتخابية سابقة لأوانها ، و لم نترشح للبرلمان ، فأين ذهبت تلك الأصوات الناعقة ؟؟؟
رابعا : أغلب الإخوة الذين اختاروا طريق المواجهة بدل الصمت و بلع الألسنة و معارضة الوشوشة و النقد همسا و البكاء على الأطلال و جعجعة المقاهي ، أغلب هؤلاء الرجال و لله الحمد ناجحون في حياتهم و يعيشون بالحلال و الآخرون سائرون على طريق النجاح فلماذا سيغارون من المسؤولين أو يحسدونهم و على ماذا ؟؟؟ على مناصب حصلوا عليها بالمقابل النقدي و السمسرة و الضرب تحت الحزام ؟؟؟ أم على سياسات أظهرت عجزها و فشلها الذريع و عادت بالكارة ستين عاما إلى الوراء ؟؟؟ أم يحسدونهم على السمعة الطيبة التي يتمتعون بها و على مكانتهم في قلوب ناس الكارة ؟؟؟
خامسا : للذين يقولون أننا مسخرون و مسيرون و مدفوعون من جهات تتحرك في الخفاء ، أقول أننا لم نترك جهة لم ننتقدها و لا حزبا لم نمرغ أنفه في التراب ولا مسؤولا لم نفضح ألاعيبه و لا منتخبا لم نضع الأصبع على خروقاته فمن يقف بالله عليكم وراءنا ؟؟؟
أخيرا أقول بأننا فرحنا عندما فاز الاتحاديون و على رأسهم الشعبوي مكرم و لم يدم فرحنا و فرحنا لما فاز بعد ذلك منافسوهم و على رأسهم الشاب المثقف الفقيهي و لم يدم فرحنا ، فهل العيب فينا إن نحن انتقدنا و عارضنا و عبرنا عن خيبة أملنا أم أن العيب في هؤلاء الذين لم يكونوا في مستوى تطلعاتنا ؟؟؟ ثم ليقل لنا كل من يكيل لنا الاتهامات و يحكم على نوايانا و يرمينا بالباطل ماذا كان علينا أن نفعل ؟؟؟ هل كان علينا أن نتفرج من بعيد كما لو أن الأمر لا يعنينا ؟؟؟ أم نحني الرأس حتى تزول العاصفة ؟؟؟ أم كان علينا أن نفعل مثلكم فلا يعجبنا شيء و لا يرضينا أحد فنكيل الاتهامات يمنة و يسرة و لكن همسا في الخفاء و نسخط على الجميع و نسب و نشتم و نتكلم في عورات الناس و نرميهم بالباطل و الإشاعات ؟؟؟ أم ننتظر أن تمطر علينا السماء بمسؤولين في المستوى ؟؟؟ أم ماذا ؟؟؟ و ما البديل الذي تقدمونه لنا أنتم العارفون الفاهمون النابغون ؟؟؟
و جوابا عن الأسئلة التي جاءت في مقدمة هذا المقال نقول :
أننا لم نقرر إسماع صوت المهضومة حقوقهم إلا بعد أن طفح بناالكيل و بلغ سيل الفساد في كارتنا الزبى ... بالله عليكم أكان علينا أن نبقى صامتين ؟؟؟ و إلى متى ؟؟؟ الكل ساخط على الوضع الذي تعيشه بلدتنا لكن "الفوهامى" يستكثرون علينا أن نعبر عن سخطنا بالصوت العالي و يريدون منا أن نتصرف مثلهم ف"نقرقب الناب" كالعجائز و نفقد الثقة في الجميع و نشك في كل من دفعته عزة نفسه إلى صون كرامته و قول كلمة حق .. لا لسنا ممن يفضلون محاربة دعاة الإصلاح و وضع العصي في عجلتهم عوضا عن محاربة المفسدين الذين يقولون لهم "انهبوا و أنتم الطلقاء" و لقد قال لي بعض الظرفاء في هذا الشأن : "ضربة ضربة في المقربين أولى" أي ما معناه : " لي مقدرش يضرب المفسدين كيضرب لي يقدر عليهم يعني خوتو و البسطاء مثله" ... أسيدي "خذ علمي و لا تتبع خطواتي" خذوا نوايانا على محمل الجد و ادعموا نضالنا و احترموا معارضتنا و "نهار نقولو ليكم صوتو علينا" حكّموا ضمائركم و اعطوا أصواتكم لمن ترون فيهم خير البلد أم أنكم تخافون من الحقيقة : حقيقة أن الرجال هم من يواجهون الطاغوت اليوم و معهم الذين يدعمونهم و ما دونهم نساء فتحاولون التغطية على أنوثتكم و خوفكم بمعارضتنا يعني بالقول زورا : "حنا ما كناضلوش معاهم حيث هوما مشكوك في أمرهم و كيضربو على مصلحتهم و بلا بلا بلا ..." ، "أسيدي نوضو نتوما هضرو بعيد علينا ، ديروا مجموعات و ناضلو ، حنا مطلبناش منكم تتبعونا و تمشيو معانا في نفس الخط ، حنا باغينكم غير تكونو رجال و نهار يكون النجاح بيدين لي بحالكم أبناقص منّو" ... نحن لا نوجه هذا الكلام للجميع و إنما للذين يحاربوننا و يظهرون أنيابهم و "حنّة أيديهم" لنا نحن و نحن مثلهم ضحايا سياسات التهميش و الإذلال أما الأغلبية فنحن نتفهم مواقفها و نحن نحس بدعمها لنا و نقسم لها أننا لن نخيب ظنها و أملها فينا
في الختام و لكي نضعكم في الصورة أكثر نقول : أننا قررنا في غياب معارضة حقيقية النزول إلى الشارع عندما توفرت لنا شروط ذلك و قررنا التحرك في الأنترنت مادمنا لا نملك اليوم غيره و قرر بعضنا خوض غمار السياسة بعد أن لم تنفع الأساليب الأخرى إيمانا منهم بأنه يجب مقارعة الحديد بالحديد و مواجهة المسؤولين الذين مكنتهم الانتخابات من التسلّط على رقاب الخلق بانتخابات مثلها و قرر آخرون منا اللجوء إلى حضن العمل الجمعوي محاولين مساعدة الناس ... و جميعنا رغم اختلاف الرؤى و تشعب الاختيارات واعون بأننا إنما نخدم هدفا واحدا و نسعى إلى مراد يتمناه الجميع ألا و هو إنقاذ مدينتنا الحبيبة من براثن التخلف و الفقر و الرشوة و الذل و السيبة و الفساد و الاستبداد و المخدرات و الخمور و الدعارة ... و القفة ملئى بالهمّ "خاص غير لي يسوسها معانا" و الله ولي التوفيق