جمعيات أباء و أولياء التلاميذ بمدينة الكارة لا توجد إلا في مخيلة أعضاءها

قليلة هي ، في مدينة الكارة ، جمعيات آباء و أولياء التلاميذ التي تسعى جاهدة إلى أداء مهامها الحقيقية ، فمعظم هذه الجمعيات و هي أنواع و أشكال يتم إحداثها في ظروف وأجواء لا تخدم العملية التعليمية ، جمعيات تُشكَّل غالبا من طرف لوبي موالي لإدارة المؤسسة ، حيث الغياب الدائم لأعضائها ، وأخرى تحدث بهدف الدخول في صراعات أو تطاحنات حزبية وسياسية ومصلحية لا علاقة لها بمهامها ، و ثالثة تضم بين أعضائها أناسا لا علاقة لهم بتلاميذ تلك المؤسسات ، يسلكون أساليب التبني المزيف من أجل التحكم في مسار المؤسسات التعليمية و إزعاج إدارييها وأطرها التربوية . كما أن هناك جمعيات لا تحترم أدنى بند من القوانين المنظمة لسير عملها ، فأغلبها لا يحترم مواعيد الاجتماعات الدورية ولا الجموع السنوية ، حيث تتم المصادقة على التقريرين المالي والأدبي وتجديد ثلث مجلسها ، و لا فترة صلاحية مكتبها التنفيذي . كما أن مجموعة من الأعضاء في مجالس ومكاتب هذه الجمعيات يستمرون في مهامهم داخلها ، رغم سقوط عضويتهم بسبب انتقال أبنائهم وبناتهم إلى مؤسسات تعليمية أخرى .
إن معظم ممثلي جمعيات أباء و أولياء التلاميذ في مدينة الكارة غير ملمين ببرامج «المخطَّط الاستعجالي» الذي دخل سنته الدراسية الرابعة . وحسب ملاحظاتنا و لقربنا من هذا الملف ، فإنهم بعيدون كل البعد عما تخطط له وتبرمج له الوزارة الوصية و ذلك راجع لغياب التواصل بينهم وبين الإدارات المحلية ونيابة التعليم وأكاديمية التربية والتكوين .
لهذه الأسباب مجتمعة انتظر الآباء والأمهات بمنطقة المذاكرة عموما و لا يزالون ينتظرون بروز ملامح التغيير والنماء و الحماية التي أُحدثت و تحدث من أجلها هذه الجمعيات التي من المفروض أن تعنى بمشاكل وقضايا التلاميذ والتلميذات وتعيد رسم الطريق التربوي التعليمي الذي يضمن لأبنائهم وبناتهم عملية تعليمية سليمة ، تحفظ لهم صحتهم النفسية والجسدية وتُمكِّنهم من تسلق أسلاك التعليم المدرسي بسلاسة وحب وإتقان ، وتسلحهم بكل مستلزمات عصرهم وتشبعهم بشموخ وتقاليد بلدهم … لكن ما تعرفه الساحة التعليمية في مدينة الكارة و نواحيها من تهميش لدور الآباء والأمهات كشركاء لهم قوى استشارية واقتراحية يمكنها الرقي بالعملية التعليمية ، وما يحدث من تلاعبات في تشكيل مكاتب الجمعيات التي من المفروض أن تنوب عنهم و في ظل تكاسل وتباطؤ أعضاء هذه الجمعيات الصورية في أداء مهامهم الحقيقية وانعدام مكاتب الجمعيات في عدة مؤسسات تعليمية ، كل هذا يجعل دور و مهام مؤسساتنا التعليمية يقتصر على الواجبات الإدارية لا غير مما يقلل من أداء الأطر الإدارية و التربوية ويحد من إبداعاتهم ويحرم التلاميذ من أنشطة ودعم هم في أمسّ الحاجة إليه.