الشلاهبية قادمون

الانتخابات الجماعية على الأبواب ، وسيخرج سماسرة الانتخابات أو "الشناقة" من جحورهم وستبدأ مقرات عدد من الدكاكين السياسية في مدينة الكارة ، في نفض الغبار عن مقراتها وإزالة أعشاش العناكب عن أركان قاعاتها التي أغلقت لمدة، لتستقبل زبناءها من أباطرة الانتخابات، للتفاوض مع من يدفع أكثر للحصول على التزكية ، والترشح للانتخابات التي ستجرى في الشهور المقبلة.

هذه "الهمزة الانتخابية " تفرح عادة العديد من تجار "الأصوات" وتجار "التزكيات" و البلطجية الذين لم يعد يهمهم ان يتداول الراي العام جرائمهم الانتخابية ، بقدر ما يهمهم ملء جيوبهم وبطونهم بالمال الحرام ، اما السمعة أوالصيت "فليتبخر " بها أصحاب النزاهة والاستقامة كما يقولون .

عدد من المرشحين بالكارة لبسوا و سيلبسون عدة بدلات سياسية ، حيث تراهم في كل انتخابات يدخلونها برمز جديد، لأن الولاء عندهم لأنفسهم ولكبريائهم، ليس لهم من مرجعية فكرية وثقافية وسياسية، مرجعيتهم الوحيدة هي الترامي على الفرص لتحقيق مكاسب شخصية على حساب أبناء الكارة.

قد يكون هؤلاء "المرشحون الحربائيون" منطقيين مع أنفسهم، لأن من اشترى الوصول إلى مبتغاه ، وأدى لتجار "الأصوات " مستحقاتهم ، فلم يعد أحد له الحق في طلب خدمته كمستشار جماعي إن وصل إلى المجلس البلدي. وفي هذا الصدد أذكر واقعة حدثت بإحدى دوائر الكارة في استحقاقات سابقة ، حين جاء مواطن منحدر من حي هامشي بالكارة عند مستشار "الدرب" يطلب منه خدمة ، فرد عليه بأنه اشترى صوته ب 200 درهم في الانتخابات، وبالتالي فليس له من دين عليه , عندئذ عاد المواطن إلى حال سبيله منكسرا دليلا لا يلوي على شيىء .

إن عددا من الأحزاب السياسية او قاعات كراء"'الأعراس الانتخابية" في مدينتنا المسكينة تتحمل مسؤولية كبيرة في إفساد الحياة السياسية، وإفساد المجتمع ، ليس لها من مناضلين إلا "رباعة" من الوصوليين والانتهازين وتجار التزكيات، ولا تعقد جموعا عامة ولا تطبق مساطر تنظيمية تعود إليها لاختيار مرشحيها بشكل ديمقراطي، بل تضع طاولة أمام باب مقراتها لتوزيع التزكيات عند كل سوق انتخابي .

للاسف الشديد "شلاهبية" هؤلاء الدكاكين السياسية ، ليس لهم من هم إلا إيهام الراي العام بان لهم اتباعا وقواعد وحشودا، لكن سرعان ما تتطاير تلك "الحشود" في الهواء بعد انتهاء الانتخابات وإسقاط الخيمة او "العرس الانتخابي " ليذهب كل واحد إلى حال سبيله، على أمل اللقاء في "فيجطة انتخابية جديدة" فيها "ياكلو ويوكلو" والضحية مدينتنا الحبيبة...