سادتنا لقد ملّكتم رقابنا فلتهدموا بيوتنا فوق رؤوسنا

يوم حزين عاشه دوار بلال ،حزنت معه السماء فأمطرت واختلط الدمع بماء المزن، يوم تساقطت فيه أحجار و أسقف بيوت إخوان لنا في حي يقال عنه عشوائي بمعاول سلطات أقل ما يمكن أن يقال في حقها أن تدبيرها لهذا الملف هو الذي كان عشوائيا: فأين كانت السلطات المعنية لما كان الناس في هذا التجمع السكني يضعون الحجر فوق الحجر ؟ أين كان الباشاوات و المقدمين و رجال الدرك لما كان المنتخبون يعطون الضوء الأخضر لسكان دوار بلال مقابل أصواتهم ؟ أين كان منتخب الدائرة الذي كان يوزع الوعود يمينا و شمالا على من يريد ؟ و قبل هذا و ذاك أين صودق على عقود البيع بين المسمى بلال و المشترين ؟ ألم يصودق عليها في بلديات الدولة ؟؟؟
أم أن لا عين سلطوية رأت و لا أذن مقدم سمعت و لا لسان مخبر نطق ؟؟؟
قد أدمعت اليوم مقل ، دموع نساء وأطفال ورجال لا حول لهم ولاقوة خالفوا القانون أي نعم هذه حقيقة ، لكن حين يحلم الفقير منا ببيت متواضع يقيه حر الصيف وبرد الشتاء يصبح مخالفا للقانون و عندما يحلم الكبار في لعبة العقار بالاغتناء على ظهور هؤلاء الحالمين فلا جرم في ذلك لا لا لا لا جرم .
سادتنا إن كنتم تعيشون في القمر فتعالوا نقول لكم شيئا يخفي أشياء لا يعلمها إلا ربّ الفقراء : فأمام الارتفاع المهول للعقارات و في غياب مخطط سكني عادل و معقلن (أو كما تسميه الحكومات "السكن الاقتصادي" الموجه للطبقات المحدودة الدخل) ، وأمام بيروقراطية الادارة وصعوبة الحصول على ترخيص ، لم يعد هناك حل لهذه الطبقة سوى سلك سبل المخالفة وخرق قوانين التعمير والبناء ، فمتمنيات من يكتري غرفة رفقة أسرته والعيش في الانتظارية ، تجعله يعجل بتحصيله على سكن ولو غير لائق و إن كان لا يتوفر على أبسط شروط الحياة الملائمة وليست الكريمة ، لعله يتقي طارق باب يطالب بالايجار .

سادتنا اذا كان قانونكم واضحا ، فلا بناء بدون إذن أو تصريح ، و إن كنا لا نتوفر على ثمن متطلبات هكذا قانون ، فما الحل لمن أراد أن يبني لأبناءه بيتا يحسون فيه بالأمان ؟ أم حلال عليكم أنتم السكن الفاخر و حرام علينا بيت و كوزينة و "جوج سدادر" ؟

سادتنا ، لقد ملّكتم رقابنا فلتهدموا بيوتنا فوق رؤوسنا فنحن من صمتنا و نحن من أحنينا هذه الرؤوس فلتفرشخ عن بكرة أبيها

بقلمي حسن البناي و فخرالدين بوزيد(بتصرف)