الأستاذ مصطفى بلحمراء يغادر الكارة إلى حدّ السوالم

بمبادرة من مجموعة من أساتذة و أطر إدارة إعدادية الساقية الحمراء، نُظم في 10 يوليوز 2012 حفـل تكريمي لفائدة الأستاذ مصطفى بلحمراء و ذلك بمناسبة انتقاله حارسا عاما إلى إعدادية حمّان الفطواكي بمدينة حدّ السوالم.
كان الحضور كبيرا بالنظر إلى مكانة الرجل في قلوب ليس فقط زملاءه و تلامذته بل و ناس الكارة عموما ، و كانت المشاعر و الدموع أكبر...و ما كلمات الإجلال و الاحترام والتقدير و الشكر ثم الشكر ثم الشكر لما أسداه من خدمات جليلة لمؤسسة حملها يحملها و سيظل يحملها في قلبه إلى ما شاء الله ، ما تلك الكلمات التي أثرت في الحضور و أثر فيها الحضور إلا دليل على قيمة الرجل عند من يحبونه .
فما الذي عسانا أن نقول نحن بعد تلك الكلمات المؤثرة التي خلفت صدىً عميقاً في نفوس الحاضرين و درفت لها الدموع تلو الدموع ؟
و ما الذي نستطيع إضافته و قد مضت 3 أشهر على ذلك التكريم الذي قيل فيه كل شيئ ؟
لم أتتلمذ على يد الأستاذ ، و لست من أهله ولا من جيرانه و لا حتى من أصدقاءه المقربين لكنني أعرف السي مصطفى جيدا و جمعتني به جدران دار الشباب لردح من الزمن ، زمن ليس بالقصير بل قد يعادل أعمار بعض قراء هذه المقالة ... و هناك ألّفت بين قلبينا روابط الأخوة والألفة و تقاسم نفس الهمّ و نفس الهدف و كان ذلك طوال السنوات الخمسة عشر التي قضيتها بمؤسسة دار الشباب في أوج عطاءها.
دخلت دار الشباب طفلا و خرجت منها رجلا و خلال هذه المدة كنت محظوظا بمجاورة السي بلحمرا ... صحيح أنني لم أنتم لأي من الأندية أو الجمعيات التي كان يشرف عليها لكنني تعلمت منه الكثير عن بعد و كنت و من معي نضع أعماله نصب أعيننا كي نرتقي بعملنا الجمعوي .
و للشهادة فللرجل أفضال لا تحصى على عدة أجيال و له بصمات ستبقى ليس في تاريخ الكارة المعاصر فحسب بل في قلوب الذين عاشروه.
أترك الحديث عن نضالاته السياسية و مواقفه النبيلة لرفاق دربه في الهيئة السياسية التي أفنى فيها شبابه و كهولته ، و أترك للفاعلين الرياضيين الكلمة لإعطاء الرجل حقه ، و أدع جيرانه و أصدقاءه يعبرون عن امتنانهم للإنسان الطيب البشوش الذي لا تراه إلا و الابتسامة تعلو محيّاه مهما قست الظروف ... أترك هؤلاء جميعا يحيّون الشخص و أرفع أنا قبعتي للفنّان المسرحي الموسيقي الفكاهي و المؤلف المسرحي و الشاعر الزجّال الذي لم يترك قلمه يلتقط أنفاسه طوال مسيرته الإبداعية التي صبغت الكارة بنفحة من إلهام ستغادر شوارعنا لتنعم بها منطقة حدّ السوالم ...
فهنيئا لحدّ الشوالم و تعازينا للكارة الحبيبة في فقدان المتيّم بحبّها الأستاذ المبدع مصطفى بلحمراء .