أنا و الشعب و الدستور

أنا مع حق من يريد أن يصوت بنعم على الدستور و مع حق من ينوي التصويت بلا على الدستور ومع حق من يفضل مقاطعة الاستفتاء في عدم الذهاب فاتح يوليوز القادم إلى مكاتب التصويت ، لكنني ضد هذا الذي يقع هذه الأيام من تطبيل و تزمير في كارتي و في وطني...لقد أعيونا بادعاء احترام الدولة لإرادة الشعب ، فهل احترمت الداخلية المغربية إرادة المغاربة عندما نزل مقدموها وشيوخها إلى الأحياء الشعبية ليسوقوا ساكنتها كالقطيع إلى وسط المدن للإحتفال دون معرفة حدود هذا الإحتفال ودواعيه ؟ إنزال كثيف لوزراة الداخلية والأحزاب العقيمة بالعمالات وأمام العمالات وفي كل المدن ، صفير و دقايقية ، غياطة و طبالة و بنادر و تعارج ، وبين هذا وذاك ، صراخ عفوي و آخر مدفوع بجملة عاش الملك و كما لو كان من يفكر في التصويت بلا يريد أن يصوت بها ضد شخص الملك و ليس ضد مضمون الدستور أو بعد فقراته أو فصوله .. أسيادي الملك عايش بيكم و لا بلا بيكم ، فهل إن صرختم مات سيموت أو إن لم تصرخوا عاش لن يعيش ؟ الكالاخ المبين .. من الأحمق الذي يريد إسقاط النظام و من صرح برغبة صريحة في تغيير الملكية بنظام آخر و حنا ما تافقناش حتى على أشناهي الديموقراطية عاد غادين نتافقوا على نظام ؟؟ ..هذا دون الحديث عن كل وجوه الفقصة و الكمامر التي تجوب شوارعنا هذه الايام بلا حيا بلا حشمة و كأنها رموز في الوطنية و الصلاح و احترام القانون ، هذه المصائب الآدمية لا يشرف الملك أن تدافع عنه خصوصا و أنه ليس في حاجة إلى من يدافع عنه.. هو إذن ضحك على الدقون ، هي السذاجة بعينها ، هم المساقون أولئك المحتفلون دون إرادة أكباش قطيع تتحكم فيه لوبيات الفساد و أصحاب المناصب و المصالح و أتحدى من هذا المنبر ان يكون واحد في المائة من هؤلاء المزغردين قد قرأ فقرة واحدة من هذا الدستور الذي يتمايل و يتراقص عند ذكره هؤلاء السكارى الحمادشة .
هل كلفت الداخلية المغربية نفسها عناء انتظار استقرار الأجواء و ترك المغاربة يستمعون للخطاب في هدوء لاستيعاب مضامينه وتحليل إرهاصاته وسياقاته ومضمونه ؟ أبدا أبدا لم يحصل هذا ، وللأسف الشديد تم التعامل مع الدستور الذي يعد من ضمن أسمى الديباجات بالتهاون والإهمال واللامبالاة وتم تحويله إلى لعبة بكل ذلك الصفير المخزي والإحتفال المفضوح والدعاية المكشوفة ، وحديثي بهذا الخصوص نابع من الوطنية القحة وليست له أية علاقة بمحاولة إيجاد الثغرات أو العيوب أو حفر قبور النقد الهدام ضد المسؤولين وإنما هو الإحساس بالوطنية والرغبة الملحة في رؤية هذا الوطن مستقبلا يضاهي الأمم المتقدمة .
أخيرا أندد و أحتج و أسجل كلامي و أتحمل مسؤوليته بل و أصيح بملئ فمي أنه عيب و حشومة و عار أن رجال السلطة الذين فرقوا جموعنا بالأمس القريب بأساليب خسيسة منها تهديد و ترهيب المشاركين في وقفاتنا و منها دس بعض المحسوبين عليها لضربنا من الداخل و منها و منها إطلاق الإشاعات و الأكاذيب ضدنا و منها الضغط على أسر مناضلينا و تخويفهم ... إلخ ، كل ذلك للتضييق علينا و تكسير نضالنا و حرماننا من حقنا في التظاهر السلمي المشروع .. هؤلاء نفسهم اليوم ينظمون المظاهرات و الوقفات بل و المسيرات و يوفرون من أجل ذلك كل الإمكانيات و من أموال الشعب .. أين المخابرات التي كانت تراقب حركاتنا و سكناتنا ؟ لماذا لا تكلف نفسها عناء القيام بعملها اليوم ؟ ياك حتى هذو مظاهرات أو لا لا ؟؟؟ أين الذين كانوا يمزقون ملصقاتنا بالأمس القريب ؟ لماذا لا يمزقون ما يوزع و ينشر و يعلق هذه الايام ؟ أم أننا لسنا بمغاربة و كان على السلطات معاملتنا كخونة و متآمرين و هؤلاء الذين يتحركون الآن و تفرش لهم الدولة الورود تلو الورود هم النودج الذي تريد الدولة أن تسوق له للمواطن المغربي ؟؟ يوا الله أعلم.. و الله إننا لمغاربة أكثر من أغلبهم .. و الله إننا لنحب وطننا أكثر منهم و ممن يحركهم .. و الله إننا نحترم ملكنا أكثر ممن يمزق حلقه بالصراخ لحياة الملك طمعا في رضى المسؤولين أو في كريمة أو مبلغ مالي حقير..ما الذي كنا نطالب به غير الإصلاح و محاربة الفساد ؟ ما الذي كنا نناضل من أجله غير تقدم و صلاح هذه المدينة و هذا الوطن و إزالة السوسة التي تنخر بلدنا من الداخل ؟ و ما الذي يطالب به هؤلاء قولوا لي ؟ و الله ولا شيئ .. بحال هذو لي خرجو على الكارة و حتى على المغرب .. هاذ صحاب نعاماس و حاضر أسيدي هوما المرض ديال هاذ لبلاد .. و المصيبة ما عارفينها باش منفوخة و أتحداهم أن يخبرونا بتلقائية كم فصلا في هذا الدستور و دون أن يبحثوا عن الجواب ناهيك عن فهم مضمونه .. و أهمس في آذانهم بأن الديموقراطية التي يقولون أن هذا الدستور سيحملها لنا ، نفس هذه الديموقراطية تكفل حق أي كان بالتصويت بلا أو بمقاطعة الاستفتاء و أن قرار مقاطعة الاستفتاء على الدستور هو حق دستوري كفله دستور 96 فهل من وضع دستور 96 خائن هو الآخر أو مدفوع من البوليزاريو أو من أتباع ياسين أو يساري؟؟؟ الدولة نفسها تعترف بهذا الحق فما بال أشباه المناضلين يسقطون هذا الحق؟..لست لا مع و لا ضد هذا الدستور لأنني أعرف أنه سيبقى حبيس الورق مثل سابقيه مادام شعبنا لا يفرق بين الألف و زرواطة من يسلخون أبنائه .. نحن في حاجة إلى شعب و ليس إلى قوانين لأننا نتوفر على مئات القوانين و قبل الدستور القادم و أول من يخرقها هو هذا الشعب الأخرق الأحمق الجاهل الذي يبيع نفسه بجوج دريال في النهار..ختاما عاش الملك ، إيه أسيدي ، و الخزي و العار لهذا الشعب الحمار.

أنا أحتقر كل من يقول لا من أجل العناد فقط كما أحتقر كل من سيصوت بنعم فقط بتبعية بهيمية لمن يطبلون و هم بغنون (قولو العام زين) بالمقابل أحترم و أشجع كل من سيصوت برأيه الحر سواءا كان رفضا أو قبولا شريطة أن يكون نابعا عن قراءة نقدية محضية و قناعة سياسية ثابتة و ليس من أجل وليمة ما أو بضع دراهم من صندوق دار المخزن