ما معنى أن تكون كارويا حرا؟

بقلم : رضوان أزهري


"الإستعمار وهم وخيال يتلاشى أمام عزيمة الرجال لا أشباه الرجال" محمد بن عبد الكريم الخطابي

إن الفهم الخاطئ لمعنى أن تكون كارويا حرا ساهم بشكل أو بآخر في ترسيخ ركائز مجلس بلدي غالبته أميين ومنذ زمن طويل ، وعندما نتكلم اليوم عن هذا اللُبس الذي طال كلمة "كاروي حر" بمفهومها الصحيح بعيدا عن أي إنحيازات سياسية أو إعتبارات شخصانية.. فإنني أستحضر -ويستحضر معي الوطنيين بطبيعة الحال- أن أسباب بقاء الإستعمار الفرنسي واستتباب جُورِه وٱستبداده فترة الحماية يرجع إلى إنعدام الوطنية عند البعض ببيعهم لذممهم وشعوبهم للمستعمر الغاصب مقابل الحصول على جاهٍ أو منصب مسؤولية..؟ فإذا كان مبدأ الوطنية والغيرة عن البلاد قد أختزل حصرا في من باعوه للغريب المستعمر وقتذاك..، فما بالنا اليوم بمجالس تعاقبت على المدينة بغصب وخلفت المستعمر الفرنسي بصيغة مغربية; و لمسة كاروية، تخدم أجنداتها الشخصية على أرض الكارويين الأحرار..؟ المشكل هنا لا يكمن في المجالس، بل فينا كشباب ! بعزوف غالبيتهم عن العمل السياسى و لهث بعضهم وراء الدريهمات ، فكانت النتيجة و للأسف الإبقاء على نماذج منسوخة وممسوخة للمنتخبين الاستعماريين المتربعين اليوم على عرش المجلس البلدي المُوكَل إليهم تبرير و ليس تدبير أمور الكارويين..؟ فما أشد رئيس يسير و يكن العداء لبني جلدته وأصدقاء الأمس بحومته..؟ الحقيقة ، فالجهل السياسي للمنتخبين وعدم وعي الناخبين بحقوقهم هو أصل الداء و بداية تشخيص الدواء!

صحيح أن هذا المفهوم يختزل من طرف أصحاب المصالح السياسية الضيقة ـ، مادام كل شخص هو كائن بشري تاريخي [ متوسط عمره مابين الستين و السبعين] في ثلاثة أمور لا رابع لهما: أنصر أخاك و إن كان ظالما، و"الفلوس دير الطريق في البحر " و " جوع الكلب إتبعك".

إن مفهوم" كاروي حر " مدعوا اليوم إلى أن ينتقل من مستوى الشعار إلى مستوى التنزيل و الممارسة السلوكية، فيعمل كل كاروي ان يكون خير سفير لبلدته في كل المحافل الداخلية و الدولية. فيعمل الابن على احترام والديه ، هذا الاحترام يأخذ معناه في المثابرة في الدراسة، أن يتضامن الميسور مع أخيه المحتاج.، أن يعين الرياضي [ أقصد سفيان صديق الطفولة] زملائه بالنادي.

فمادامت المجالس تعمل دائما على رفع شعار العام زين و الواقع يصدح بصوت " و ما منين".

فإن مآل المدينة أو بالأحرى زنزانة الكارة في عنق شبابها و مثقفيها، فلنواجه جميعا التحدي!

فرصتكم أيها الشباب الكاروي تستطيعون أن تقدموا إلى مدينتكم ما لم يستطع أباءكم و أجدادكم أن يقدموا لها لأنهم هرموا في الظلام و الفقر و الجهل ، فهم - وإن ماتوا- ينتظرون مجيء اللحظة التاريخية: لحظة التغيير و الرفاهية .

فالكلام في هذا الموضوع لا يكفي لتوثيقه لا البحور مدادا والأشجار أقلاما، وكل ما أريد إيصاله لأبناء بلدتي أن معنى أن تكون كارويا حراسأختزلها في جملة واحدة جمعت كل المعاني *من رأى منكم منكرا فليغيره* صدق نبينا الكريم، فانطلاقا من هذا الحديث يمكن للكاروي الحر أن تكون قد اكتملت له الصورة الحقيقية عن ضريبة الانتماء و حب الأوطان .