سكان دوار بلال يحاصرون مكتب رئيس المجلس البلدي للكارة

أقدم صباح اليوم الأربعاء 29 نونبر الجاري سكان حي المستقبل المعروف ب "دوار بلال" الواقع شمال مدينة الكارة ساعات فقط على قيام السلطات العمومية بهدم ما لا يقل عن 10 منازل عشوائية بحيهم ، على الزحف نحو مقر بلدية الكارة بنساءهم و رجالهم و أطفالهم احتجاجا على إقدام السلطات على هدم العشرات من البنايات ب"دوار بلال" في حملتين هذه السنة كانت آخرها بالأمس . هذه المسيرة العفوية جاءت كما صرح العديد منهم ل"منتديات صوت الكارة" للتعبير عن رفضهم القاطع لهدم بيوتهم دون غيرها في حين تعج الكارة بالأبنية العشوائية و أخرى غير مرخص لها ...
هذا وقام السكان الغاضبون ، بعد وصولهم إلى مقر البلدية ، بمحاصرة مدخله و الاندفاع إلى داخل مكتب رئيس المجلس البلدي في جو من الغضب و الهيجان عبرت فيه الحناجر عن سخطها عن سياسات منتخبيهم ، بل ذهب البعض أبعد من ذلك حيث اتهموا أعضاء جماعيين بعينهم بالسماح لهم بالبناء مقابل مدهم بالأصوات و اتهموا آخرين بالسمسرة و الابتزاز .

و صرخت مجموعة من الشباب الغاضب في وجه بعض ممن تدخلوا لتهدئة الوضع متسائلين عن سبب مرور القوات العمومية و هي متوجهة لهدم بيوتهم أمام بناء غير مرخص له للعضو الجماعي (أ-ع) دون المساس به ، و متهمين السلطة بالسعي إلى الانتقام من سكان حي المستقبل بتدخل من جهات سياسية و الدليل آختيارها لفصل الشتاء لتقوم بهدم البيوت و رمي الأسر بأمتعتها و اطفالها إلى الشارع تحت الأمطار و كان بالإمكان قيامها ، يضيفون ، بإشعار مسبق حتى تبحث الأسر التي شرّدت عن مأوى لها أو على الأقل كان باستطاعتها كإجراء إنساني أن ترجئ عمليات الهدم و الإخلاء إلى ما بعد فصل الشتاء .
وأعرب بعض المتضررين ل"منتديات صوت الكارة" عن استغرابهم من كون نفس المسؤولين الذين ياما طمأنوهم على تهيئة حيهم و إعادة هيكلته و إيجاد حلول استعجالية لمعضلاتهم خصوصا إبان الحملات الانتخابية ، هم من يتنكرون لهم اليوم و يديرون لهم و لمشاكلهم و انتظاراتهم ظهورهم غير آبهين ، على حد تعبيرهم ، بالظروف المعيشية القاسية التي يتخبطون فيها ، والتي يأتي في مقدمتها انعدام المياه الصالحة للشرب وغياب قنوات الصرف الصحي و الطرقات و كل المرافق الاجتماعية . كما اشتكى المحتجون من إقصائهم نهائيا من أي مخطط رسمي مطالبين السلطات المحلية و الإقليمية و الولائية بالتدخل لوضع حد لهذه المعاناة اليومية
و دائما حسب المحتجين فإن هذه الحركة جاءت نتيجة ليس فقط كرد فعل على عملية الهدم التي طالتهم و لكن أيضا نظرا للظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها سكان "دوار بلال" الهامشي الخارج ، يقول فاعلون جمعويون من الحي ، عن مجال التغطية التنموية و المقصي من الاستفادة من مشاريع التنمية البشرية .
وقد عدّد هؤلاء السكان جملة من الانتظارات و الانشغالات التي أعيت كاهلهم على مدار سنوات طويلة يأتي في مقدمتها أزمة العطش خصوصا في فصل الصيف وانعدام المياه الصالحة للشرب حيث يتزودون منها عن طريق صهاريج يشترون منها لترات يوميا و كل حسب جيبه ، أما في فصل الشتاء فمعاناتهم مع الأمطار ، يقولون ، لا يمكن أن تخطر على ذهن مسؤول فبالإضافة إلى تسربات المياه من أسقف البيوت فإن الحي يصبح في عزلة تامة عن العالم حيث لا يستطيع بائعو الماء الولوج إلى داخل الحي لانعدام الطريق و انتشار الأوحال و يجد الأطفال صعوبة في الذهاب إلى مدارسهم إلا بمشقة الأنفس ، كل هذا ، يضيفون ، لا يساوي شيئا أمام انتشار الروائح الكريهة و البعوض و الحشرات نتيجة انعدام قنوات الصرف الصحي حيث يقضي الناس حاجتهم في الخلاء .. يحدث هذا يقول أحد أبناء الحي في مغرب اليوم و في القرن الواحد و العشرين
وكانت عدة شاحنات تابعة للقوات المساعدة مدعمة برجال الدرك الملكي بالكارة و الوقاية المدنية و باشا المدينة و أعوان السلطة و تقنيي البلدية و عدد من عمال النظافة ، قد قامت يوم الأربعاء 28 نونبر 2012 صباحا بهدم العديد من البنايات العشوائية بحي المستقبل "" حي بلال " من بينها أجزاء من بنايات تعود ملكيتها للسيد بلال صاحب الأرض التي شيدت عليها دور هذا التجمع السكني
و تجدر الإشارة إلى أنها المرة الثانية التي يتم فيها هدم العديد من المنازل و البنايات بحي المستقبل في أقل من عام بدعوى عدم توفرها على شروط السلامة و على الرخص الإدارية اللازمة