رسالة مفتوحة إلى أساتذة الساقية الحمراء (بقلم الأستاذ مصطفى بلحمراء)

مصطفى ابن الحمراء

أحبتي وأصدقائي في الساقية

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ما أصعب الفراق مع أعز الأصدقاء.
قد تعتقدون أنني نسيتكم أو تناسيتكم ولكن الله شهيد على ما أقول أنكم حاضرون في ذهني صباح مساء وأن شريط الذكريات معكم في الساقية يعرض باستمرار على شاشة ذاكرتي المسكينة دون توقف. كل شيء يذكرني بكم :
أتذكر الأستاذ القدير عبد العزيز رضى وهو يسعى إلى جبر الخواطر وإلى لم الصفوف وتكثيف الأنشطة والحفاظ على رونق وجمالية الإعدادية ،
أتذكر الأستاذ الجليل مهدي قنفوح المزابي المذكوري الذي يختزل بذاخله كل معاني الرجولة بالإضافة إلى كونه خزان من النكث والضحك والترفيه ،
أذكر باستمرار صديق الطفولة والفصل والمؤسسة الأستاذ الهادئ بنعاشير الأهواشمة وهو يسعى إلى تجنب المشاكل والإصطدامات وحث التلاميذ على البذل والعطاء ،
أتذكر ألأستاذ الأمين أحمد العالمي الذي غير توجه جمعية الآباء وجعل منها بحنكته في صالح التلاميذ وسخر نفسه لإرضاء الفقراء والمحتاجين منهم ،ويذكرني بالقفل المحتاج إلى قليل من الزيت لفتحه...
أذكر الرجل الإنسان الذي يشتغل بصمت وهدوء ولا يئن أبدا : الأستاذ عبد الرحيم شريك (قلوش السمن) شأنه في ذلك شأن المتواضع القلوش رقم 2 علي أوخي الذي يحول كل وثيقة باجتهاده من اللونين الأبيض والأسود إلى ألوان الطبيعة الخلابة ،
أتذكر باستمرار الأخ الكريم عزيز بنهاشم الذي ربط علاقات طيبة مع أطر الساقية حتى أصبح واحدا منهم وشاركهم الحلو والمر ،
خصصت الذاكرة مكانا آمنا لصديقي العزيز قيدوم الأساتذة محمد فروج الذي لا زال صوته يصدح رغم اقترابه من سن التقاعد ويصول بصرفه المفرنس ( conjugaison ) ،
ولا يمكنني أن أنسى الأستاذ المبجل العاشق للبارصا والنادي القنيطري كمال البغلي الكوايري الأستاذ والإداري في آن واحد وحبه لعمله المتقن،
 وأتذكر الصديق العزيز سعيف الجيلالي مول المات الذي يناضل في النقابة من أجل تحقيق مطالب إخوانه المشروعة ،
وأذكر أستاذي في الإعلاميات وصديقي في جمعية ملتقى الشباب للتنمية أحمد ملوك الشاب الطموح الذي سيتقاعد غريبا سنة 2037
ولا يمكن لذاكرتي أن تنسى الأستاذ الظريف ذو الطبع الهادئ والمتزن السيد محمد شهيري البنوري ،
وليس لأحد الحق في أن يدفعني إلى نسيان الصديق صلاح الدين الشاوي أستاذ مادة العلوم الذي فقد أيضا الأستاذين الجليلين الوزاني وعبد الحكيم، هذا الأخير الذي أتمنى له التوفيق في مهامه الجديدة ،
كما أنني لن أنسى ولن أحذف من ذاكرتي الأستاذة النشيطة مينة منادي المسرحية وذات (الخاطر الواسع) والمحبة لعملها ولتلامذتها والتي تحتم عليها حمل مشعل أنشطة الساقية الحبيبة إلى جانب الكتكوت عادل ازوين، (الزوين) في عمله وفي نشاطه وفي ذاته والشاب ذو التفاؤل الكبير والطموح الزائد صحبة المقتدر بوشعيب اعسيلة الرجل الكتوم والخدوم وذو الأفكار التنشيطية النيرة والذي أتقدم له بأحر التعازي في وفاة والدته وأقدم له اعتذاري.
وعندما أتفكر جميع أنواع الأنشطة يتبادر إلى ذهني كل من الأخ الحبيب الوراري والأخ نورالدين بوهلال اللذان يبليان البلاء الحسن كلما دعت الضرورة إلى ذلك وبحطمون كل الأرقام عندما يتعلق الأمر برحلة استطلاعية وأكن لهما كل التقدير والإحترام دون نسيان ثالثتهم الأستاذ القدير أحمد الصوفي المخضرم شافاه الله وعافاه من كل مكروه حتى يعود لنشاطه المعهود ،
ومن الواجب علي أن أتذكرالأستاذ م.عبد الله تفاحي صاحب الخرائط والوديان والذي لا يجد راحته إلا وهو يرتشف كأسا من الشاي المنعنع في قاعة الأساتذة بين الشوطين مع سرد المستملحات والنكت .
هذه النكث التي تعتبر من تخصص الأستاذ وصديق بداية الثمانينيات قاسم الشادلي السطاتي الذي يفرض علي الإحترام والتبجيل كما فرضه علي أصدقائه في المادة عبد المجيد فدير وعبد العزيز بجداد الإمام وعبد الصمد حكيمي والذي خصصت لهم مكانا دافئا في ذاكرتي الحية كما يسميها رشيد عصاب،ابن مدينة الفوسفاط الرائعة ،في مادة التكنولوجيا وكما تنطق بها اللأستاذة الشابة والرقيقة إيمان المرنيسي التي تسعى جاهدة لتطوير تلقين معلومياتها لأبنائها،
وإنني عبر هذه الرسالة الخطية المتواضعة التي أتمنى أن تلقى تجاوبا من طرفكم وتجد لها مكانا على سبورة النشر بقاعة الأساتذة المحترمين والمحترمات، عبرها أريد أن أذكركم وخاصة الأستاذة مينة ذهبي الفاضلة ولبنى عبد الباقي الطيبة وفايزة عايلول الوديعة بعدم نسيان الأستاذة المبجلة التي غادرتكم إلى البيضاء ، نجاة موصلي التي أعطت الشيء الكثير لأبناء الكارة من علم وأدب ونصائح وتوجيه . فاذكروها واذكروا الأستاذ الكبير الدوح التي ترك مكانه فارغا واذكروا أيضا بكل خير الأستاذة بهيجة عابير التي أرغمت على الإنتقال بسبب
ظروفها ولولا الأقدار لكانت الأستاذة ثريا فكاك كذلك في عداد المغادرات لكن يبدو أن رجال البلاد كانوا لها بالمرصاد وتبقى واحدة من بين المجدات في عملهن دون فتور،
وقد أكون مجحفا إذا ما نسيت أن أذكر بخير الصديقين قاسم حضرية ولحسن بوحق المدافعين على لغة موليير وكأنهما وريثين له ولكل منهما خاصيته في التعامل وطريقته في التدريس ويشكران على مجهوداتهما في الميدان ،
 كما أن ظروف انتقالي تفرض علي حتما الرجوع إلى لائحة أطر الساقية لأتذكر بإمعان وبإجلال وتقدير المحترم حميد غزال صاحب الأمثلة والأقوال وأحاديث رسول الله المتعال وزميلته هناء قنيني التي تأقلمت بشكل كبير مع ساكنة الكارة وكانت محظوظة عندما تم تعيينها بالساقية، وعلى الجميع مؤازرتها ضد تلك الشرذمة القليلة من المشاغبين بين قوسين من التلاميذ ،
أما سناء زبير الصغيرة بضم الصاد وكسر الياء مع الشدة، فقد ارتاحت للكارة وأهلت نفسها وأصبحت أما ومدرسة ولها مكانتها في قلوب تلامذتها بحكم لطافتها،
ويجب علي أن أذكرك بخير يا شدلان ولا تعتقد أنني أحمل في قلبي ولو ذرة من الحقد بل بالعكس أنا تعودت أن أحب الجميع وأحب الخير للجميع وكما ورد في القرآن الكريم :"وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم".
ولن أنساك never يا يونس الراجي صاحب مادة اللغة الإنجليزية ومشاركاته مع فريق كرة القدم للساقية،
ورغم تنكره لصداقتي وعلاقتي معك يا بوعزة فإنني أذكرك بخير وأذكر مواقفك وتصرفاتك واجتهادك أحيانا وحتى كؤوس الشاي التي تتفنن في إعدادها ،
ومن الواجب علي أيضا أن أحيي الأستاذة الكريمة جميلة الإدريسي التي حلت مكان الأستاذ عبد الله بهلولي وكذلك الأستاذ محمد عاطف وأن تأخذوا بيده وتساعدوه وفي الأخير أوجه التحية للأخ الزيتوني شمس الدين وزوجته اللذان يقومان بمجهوذات جبارة لصالح المؤسسة حتى تبقى الساقية نقية وشامخة وساكنة في القلوب.
أود في الختام أن أحث الجميع على المثابرة والعطاء وعلى وضع برنامج مدروس ومكثف يتعلق بالإعداد الجيد لحفل تكريم الأستاذين الكريمين عبد العزيز رضى وأحمد العالمي مع نهاية سنة 2012 نظرا لما يستحقانه من احترام وتقدير أملته علينا مجهوداتهم الجبارة طيلة عملهما بالساقية ونظرا لنبل أخلاقهما وخاصة الفراغ المهول الذي سيتركانه وراءهما ولي اليقين أنكم ستكونون جميعا في الموعد وأنا معكم لنفي بالوعد ونجدد العهد.
وفقكم الله جميعا وحفظكم الله ورعاكم ودمتم في خدمة المهنة الشريفة.

أخوكم مصطفى ابن الحمراء

بعد انتقاله حارسا عاما إلى إعدادية حمّان الفطواكي بمدينة حدّ السوالم ، يأبى الأستاذ مصطفى بلحمراء إلا أن يكرّم بطريقته كل من عمل إلى جانبه من أساتذة و إداريين بإعدادية الساقية الحمراء
و آختار السي بلحمرا أن يخاطب زملاءه انطلاقا من منبر منتديات صوت الكارة ليشاركه شباب الكارة عامة و تلامذة الساقية على وجه الخصوص هذا التكريم
كان بإمكان الأستاذ عدم نشر رسالته على موقعنا و مخاطبة من يهمهم الأمر مباشرة ، لكنه فضّل مقاسمة أحاسيسه مع أبناء الساقية الذين يكن لهم كل الحبّ و العطف و الاحترام كما يقول دائما
هذه التفاتة نبيلة من أستاذ من سيمه التواضع و التواصل الدائم مع الأجيال الجديدة و لذلك آختار منتدياتنا التي يعجّ بالشباب
سي بلحمرا ديما حاضر و هو من القلائل الذين يتواصلون عبر الفايسبوك مع شباب الكارة و هذه حسنة جديدة من حسنات الرجل
شكرا على الثقة أستاذ