ظاهرة أطفال الشوارع في الكارة

أضحت ظاهرة أطفال الشوارع بالكارة من الظواهر التي تثير قلق السكان خصوصا أمام تناميها و ازدياد عدد هؤلاء الأطفال يوما عن يوم.
في الغالب ، لا يخلو شارع أو حي في الكارة من أطفال في حالة يرثى لها ، تجدهم في محطة الطاكسيات ، قرب المحلات التجارية ، في شطيبة و السوق ، على الأرصفة ، في الحدائق و لا ملجأ لهم طوال النهار غير الشارع.
معظمهم – للأسف – ينحرفون، فيتعاطون التدخين و المخدرات بل الكحول أيضا، و قد تطور الأمر ليصل إلى حد الإجرام من سرقة و اعتراض سبيل المارة في عدد من الحالات.
و لا أحد يستطيع أن يلومهم لوما مباشرا، فهم ضحايا قبل أن يكونوا أي شيء آخر ، ضحايا عوامل مجتمعية و اقتصادية لم ترحمهم و لم تترك لهم فرصة للخيار أمام صعوبة الظروف التي يعيشونها.
هؤلاء الأطفال نستطيع تقسيمهم إلى ثلاثة أنواع:
- أطفال يعيشون بين الشارع و البيت.
- أطفال يشتغلون بالشوارع أي يتسولون ، و أغلبهم يحققون دخلا لا بأس به.
- أطفال يتعرضون للاستغلال البشع من طرف الشارع ، إما عن طريق تشغيلهم في ظروف صعبة أو عن طريق الاستغلال الجسدي.
و على رأس أسباب هذه الظاهرة نجد الفقر و المشاكل الأسرية و طلاق الأبوين أو انشغالهما عن الاعتناء بأبنائهم طوال اليوم و انسداد الأفق و الانقطاع عن الدراسة .
و عندما سألت مرة أحد هؤلاء الأطفال و عمره حوالي 15 سنة و يشتغل سيرور أي ماسح أحذية ، قال لي : إذا لم أعد للبيت في آخر اليوم بمبلغ 30 درهما فإن أبي سيقتلني ضربا، لذا لا أستطيع الرجوع إلى البيت إلى بعد الحصول على هذا المبلغ حيث أضطر للعمل في عدة مهن في اليوم الواحد.
أما صديقه و عمره 16 سنة فقال لي لما سالته : أفضل الشارع على البيت ، فهناك دائما صراع في المنزل بين أخي الكبير و والدي ، حيث يقوم الأول بسرقة الأمتعة مما يجعل أبي يطرده من البيت و هناك دائما مشاحنات بينهما.
كما أجابني أحد صبية الشوارع مرة و عمره لا يتجاوز 14 سنة : أعطني مالا لأتغذى، و سأتوقف حالا عن شم هذا المخدر.و تكفي نظرة واحدة إلى هذا المسكين لتدرك أية معاناة يعيشها بثيابه الرثة و وجهه المليء بالندوب ، و الذي كان رده واقعيا عندما طلبنا منه أن يتوقف عن تعاطي ذاك المخدر الذي كان بين يديه.
إن نتائج هذه الظاهرة هي نتائج خطيرة و خطيرة بالفعل، و لها تأثير كبير على المجتمع ككل و خصوصا هذه الشريحة التي يفترض أنها تمثل أجيال المستقبل.
و يمكن أن نلخص النتائج فيما يلي : الانحراف ، الأمراض ، التسول ، الإجرام بل وحتى الاستغلال الجسدي و الجنسي
في حالات و إن كانت في الكارة نادرة عكس بعض المدن الكبيرة.
على مسؤولينا أن يلتفتوا إلى هذه الظاهرة مادامت في بدايتها قبل ان تستفحل فلقد صرنا نلاحظ حتى بعض أبناء العائلات المعروفة و المرتاحة ماديا ينحرفون.
حفظ الله أبناءنا و أبناء المسلمين من كل سوء آمين.

إن هذه الظاهر هي عامة في كل مدن المغرب لكن ما يجعل الكارة تتير هذه الظاهرة هو أن حجمها صغير وسكنتها قليلة وبرغم من هذا فإن عدد المتخلى عنهم في مدينة الكارة 30 ونيف بين شباب وأطفال ونساء فلوا تدخل بعض مسؤولينالا سمحهم الله في مداخلة مع السلطات التي تعنى بالمؤسسات الخيرية والجمعوية كان سيجد لهم حل وإعادة إدماجهم في الحياة اليومية