التجار يشتكون من الباعة المتجولين

إن الظروف المعيشية السيئة هي التي تدفع الباعة المتجولين الى ممارسة هذا النشاط.. فقد جاء قسم منهم من الأحياء المهمشة و آخر من بعض المناطق المحيطة بالكارة بحثا عن الرزق فكان لابد لهم من البحث عن أي شي يمكن أن ينتشلهم من الجوع والضياع . و لكن و إن كنا متضامنين مع هذه الفئة إلا أن حشودهم أصبحت تحتل الأزقة والشوارع وتحاصر حركة المرور مما ينتج عن ذلك ازدحام شديد وفوضى عارمة في العديد من الشوارع. وأمام هذا الازدحام يضطر العديد من المواطنين إلى تحويل الاتجاه كأسلوب احتجاج أو استبعادا لأي مشاكل قد تحدث أثناء المرور بين البائعين أو المارين . ولا يكتفي الباعة باحتلال الأرصفة فقط بل يمتدون إلى السيطرة على وسط الطريق ويكتفي المارة ببضع سنتمترات من الطريق يتهافتون للمرور منها . ويزيد من استفحال الأمر حين تتحلق جموع من الناس للشراء أو المشاهدة السلع المعروضة . وينشط العديد من اللصوص قي هذه الأجواء ويتعرض العديد من المواطنين يوميا لانتشال محافظهم دون أن يحسوا بذلك .
من هنا يتضح أن ظاهرة الباعه المتجولين تعكس ملامح الأزمة السياسية و الإقتصادية والتعليمية والإجتماعية التي تتخبط فيها الكارة منذ الاستقلال و الى يومنا هذا، فهى تمثل إنعكاس واضح لفشل مشاريع التنمية والتحديث و سياسات كل المجالس التي عرفتها مدينة الكارة .....
إن الباعة المتجولين تجار... لكنهم ليسوا كباقي التجار.. فأرباحهم صافية لا يكدرها هم الإيجار أو الضرائب او الفواتير . وهم باعة لا يحدهم مكان أو يستقر بهم مقام و لقد اصبحوا يشكلون ظاهرة تتميز بها بعض شوارعنا وأرصفتنا وأسواقنا .فبعد أن كانوا مجموعات صغيرة من أصحاب العربات المجرورة والباعة المتجولون الذين تلاحقهم السلطات أصبحوا يكونون اليوم صفوف طويلة عريضة خصوصا وسط المدينة.
إن الباعة المتجولين ببيعهم بضاعتهم بطريقة عشوائية غير مستقرة، في موقع أو منطقة غير محددة يخالفون القوانين، فليست لديهم بطاقة شخصية أو ترخيص لممارسة البيع لأنهم مخالفون لنظم البيع المعروفة قانونيا.
لهذه الاسباب يشتكي تجار الكارة من تفاقم هذه الظاهرة التي تضيق عليهم و تقتل الرواج بالعديد من أحياء المدينةو هم يطالبون السلطات المحلية بإيجاد حلول للحد من هذا التسيب الاقتصادي و الذي يحرم البلدية من مداخيل مهمة كما يطالبونها تضامنا مع الحالة الاجتماعية للمعنيين بالامر بضرورة البحث عن بديل يكون في صالح الجميع.