هذه هي إنجازات عمر فقيهي

لقد دأبنا على معارضة مجالسنا البلدية و على رأسها رؤساءها سعيا منا إلى تسليط الضوء على أخطاء أعضاءها في تدبير الشأن المحلي بمدينة الكارة و كشف خروقات بعض المحسوبين عليها و وضع الأصبع على مكامن الخلل في السياسات التي تنهجها و ليس لعداوة شخصية أو حسابات سياسية ضيقة كما قد يظن بعض صغار العقول ... إن أي ديمقراطية لا يمكن أن تستحق إسمها في ظل غياب معارضة قوية و أي حاكم لا يمكن أن ينجح في مهامه إذا أعرض عن مطالب الشعب و من هنا فنحن حسبنا أنفسنا دائما صوت من لا صوت لهم فلعبنا دور المعارضة عندما غابت عن الساحة و حاولنا جاهدين أن تصل رسائلنا إلى المعنيين بالأمر مساهمة منا في ترسيخ مبدأ الرأي و الرأي الآخر .
لقد انتظرنا خيرا من الثلاثة رؤساء الأخيرين الذين تعاقبوا على تسيير المدينة لكننا و للأسف أصبنا بخيبة أمل كبيرة ربما لأننا كنا ننتظر منهم أكثر مما يستطيعون أو لأننا راهننا على الخيول الخاسرة و مع ذلك فلقد كانت لهؤلاء الرؤساء إنجازات لن ينكرها إلا جاحد أو أعمى و نحن نعترف لهم بذلك و نشهد عليه شهادتنا على سيل الخروقات التي عرفها تدبير الشأن العام بمدينتنا في العقود الأخيرة ... نعم كان لكل واحد من هؤلاء الرؤساء الثلاثة إنجازات و إن كانت مختلفة اختلاف شخصياتهم بحيث كانت لكل واحد منهم بصمته الخاصة في مجال معين دون غيره و لأن المقام لا يسمح بالتعمق في كواليس التجارب الثلاث سنقتصر اليوم على ذكر بعض إنجازات الرئيس الحالي مادام الحاضر و المستقبل ما يهمنا أما الماضي فلقد صار بمحاسنه و مساوئه في خبر كان .
السيد عمر فقيهي تمكن من تحقيق بعض النجاحات السياسية الكبيرة كما أنه حقق بعض الإنجازات التي ستبقى خالدة في ذاكرة خصومه و إن كانت غير كافية بالنسبة للساكنة المحلية مقارنة مع انتظاراتها الكبيرة و التي بقيت في جانب كبير منها مجرد أحلام ... نذكر إذن على سبيل المثال لا الحصر :
- إصلاحه لمقر البلدية و الذي كان قد وصل إلى حالة لم يعد معها ممكنا مزاولة العمل في ظروف طبيعية و إن كان هذا الإصلاح قد شابته بعض الخروقات و التلاعبات و كان أبطالها بعض أعضاء الأغلبية كما أنه لم يكن شاملا بحيث لا تزال بعض مصالح البلدية تعيش حالة من الإهمال (مصلحة الحالة المدنية نمودجا)
- تعبيده لبعض الطرق و الممرات بمدينة الكارة و هذا إنجاز يحسب له لأنه تم في عهده و إن كان ملف الطرق الذي حاول الاتحاديين بدورهم نسبه إلى أنفسهم يعود إلى مجلس المرحوم لكبير المحمدي الذي دافع عنه و نجح في الحصول على القروض الخاصة به و التي لم تخرج إلى حيز الوجود إلا بعد وفاته بحيث صرف الجزء الأول منها في عهد السيد محمد صلحان و الجزء الكبير منها في عهد محمد مكرم و ما تبقى في عهد المجلس الحالي
- إعادة بناء سور السوق الأسبوعي و الذي كان قد أصبح في حالة لا تشرف مدينة من حجم الكارة و إصلاح بعض مرافقه و التفكير في إعادة تنظيم أنشطته التجارية لكي يعود إلى الواجهة بين الأسواق الجهوية و يستعيد المكانة التي كان قد فقدها و التي استفادت منها أسواق قريبة مثل سوق اثنين برشيد أو سبت تيط مليل أو أربعاء بن سليمان أو اثنين ابن أحمد و غيرها
- بناء سور مسيّج لحديقة 7 يوليوز التي توجد وسط المدينة و إعادة تشجيرها و إن كانت عملية الغرس تمت بطريقة غير مهنية ربما لضعف المقاولة التي تكلفت بالمشروع في هذا المجال أو لتلاعب محتمل في ميزانية هذا الورش من طرف خفافيش الظلام ، هذا دون أن ننسى العناية النسبية التي باتت تعرفها حديقة البلدية مقارنة مع فترات سابقة كان قد جف فيها العشب و أهملت فيها الأغراس
-السعي إلى تنظيم حركة المرور بشارع محمد الخامس و ذلك بتهيئة 2 "رومبات" الأولى أمام مقهى الحديقة بساحة بئر أنزران بعد إزالة "فريميجة" الاتحاديين و الثانية في مفترق الطرق المتجهة إلى مدن برشيد ، ابن احمد و سطات ، بالإضافة إلى الرفع من عدد المصابيح التي تنير هذا الشارع الرئيسي و شارع الحسن الثاني في اتجاه مدينة الدار البيضاء
- رفعه من الدعم المقدم إلى جمعيات المدينة و إن كانت طبيعة العلاقة بينه و بين مسؤوليها تلعب دورا مهما في تقرير مبلغ المنح السنوية مثلا ، و فيما عدا المنح فإن السيد الرئيس و حسب علمنا يسعى خصوصا في الآونة الأخيرة إلى تقديم كل ما يستطيعه لجمعيات الكارة (تمكينها من مقر الخزانة البلدية و من الإنارة المجانية و قبل ذلك من حافلة الخدمات الاجتماعية قبل أن تتعطل ... إلخ)
- دعمه الكبير لفريق نهضة الكارة بحيث عمل مؤخرا على الحصول على مبلغ 20 مليون سنتيم من المجلس الإقليمي الذي يشغل نائب رئيسه من أجل اقتناء حافلة لتنقلات النهضة للعب خارج ميدانها كما أنه دأب على تخصيص منحة سنوية تتراوح بين 4 و 6 ملايين سنتيم للفريق يقتطعها من ميزانية البلدية الهزيلة و إن كانت هذه المنحة لا ترقى إلى المستوى المطلوب
- تأسيسه لمجلس تشاوري يضم فعاليات مدنية و شخصيات مشهود لها بالنزاهة و الكفاءة و إن كان هذا المجلس قد عرف فشلا ذريعا يتحمل مسؤوليته أعضاءه أكثر من السيد الرئيس الذي أخطأ ربما في اختيار أعضاءه و إقصاء بعد الكفاءات الأخرى التي لا توافق سياسته أو تلك التي أعلنت عن تموقعها في المعارضة
- توحيده لثلاث تبارات سياسية كان إثنان منها ضده و جمعها في حزب واحد بحيث توفق بمساعدة العضو الجماعي و الداهية السياسي السيد رحال عيار في استقطاب أعضاء كل من حزب البيئة و التنمية و حزب الاستقلال و حزب التجمع الوطني للأحرار و جعلهم يشكلون قوة سياسية لا يستهان بها بالنظر إلى عدد الدوائر التي يسيطر عليها الاستقلاليون الجدد
- نجاحه في قتل عدوه السياسي اللدود و المتمثل في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بحيث تسبب له في عزلة سياسية مميتة في المعارضة بحيث أنه بعد استقطابه لكل المعارضين من الأحزاب الأخرى دفع اليساريين إلى ركن صغير في المعارضة بحيث أصبحوا رغم تاريخهم السياسي الكبير لا يمثلون داخل المجلس البلدي سوى 5 أصوات مقابل 18 صوتا داعمة للفقيهي
- مساهمته في فوز السيد المصطفى جبران العضو البرلماني عن دائرة برشيد و الذي ينتمي إلى حزبه الجديد الاستقلال بحيث تمكن بمعية استقلاليي الكارة من الحصول على المرتبة الثانية على صعيد الكارة رغم السخط الشعبي الذي يدعيه خصومه السياسيين و نحن منهم (مع العلم أنه عندما كان في الحمامة تفوق رفقة فريقه على خصومه السياسيين و مكن شفيق الرشادي من مقعد برلماني أيضا) كل هذا يعني أن للفقيهي و فريقه وزنا لا يجب أن يستهين به أحد و أن حضورهم السياسي في الكارة لا يزال قويا
هذه بعض الإنجازات التي تمكننا من استحضارها و التي كان علينا الاعتراف للسيد الرئيس و لأعضاء مكتبه المسير بتحقيقها و إن كانت في نظرنا لم تغير من واقع المدينة شيئا كثيرا و لم تحقق التنمية المنشودة و بقيت سطحية ربما لأن مجالسنا البلدية تعودت على نهج سياسات الترقيع و انتظار اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لوضع "العكر فوق لخنونة" سعيا منها إلى ذر الرماد في الأعين و استمالة الناخبين الذين لا يفقهون في مثل هذه الألاعيب السياسية شيئا ... و لكن للأمانة وجب الاعتراف بأن ميزانية الكارة لا تسمح بأكثر من ذلك فهي ضعيفة جدا مقارنة مع المدن المجاورة بحيث أنها أقل من الميزانية التي تصرفها مدينة برشيد على ملف النظافة وحده (إذا لم تخنني ذاكرتي فميزانية الكارة لا تتعدى مليار و 200 مليون سنتيم في حين أن برشيد تصرف على النظافة وحدها في حدود مليار و 400 مليون) كما أن 80 في 100 من هذه الميزانية تذهب إلى جيوب العمال و الموظفين مما لا يبقي في خزينة البلدية سوى بضع مئات من ملايين السنتيم (أو لنقل ما يستدعيه شراء بقعة و بناء منزل من 3 طوابق لا غير)
أخيرا تجب الإشارة إلى أننا سنظل نلعب دورنا في معارضة السياسات الفاشلة أو تلك المشبوهة سعيا منا إلى المساهمة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه و حرصا منا إلى إنارة الطريق أمام مسؤولينا إن هم قبلوا بالسير نحو المستقبل ... و إلى حين تحقق ما يصبو إليه كل كاروي حرّ ، نقول بأن هزم الفقيهي و من معه يبقى من سابع المستحيلات في ظل وجود عقليات سلبية و أخرى للبيع ببضع قروش و هنا أستحضر مقولة أتحفني بها السيد الرئيس لما لمته يوما على المسار السياسي الذي اختاره و على نوعية حلفاءه حيث قال لي ما معناه : " الطريق الذي سلكته هو الطريق الصحيح الذي يجب أن يتبعه من أراد الوصول إلى الحكم بالكارة بحيث على كل من يريد النجاح أن يراعي خصوصيات المدينة " و من خصوصياتها أنها تفتح فخذيها راضية بالاغتصاب من طرف فلان و فلان و ولد فلانة ...
و حتى تاريخ كتابة هذه السطور يبقى كلام الرايس منطقيا و صحيحا و تبقى أحلامنا نحن مجرد أوهام معلقة إلى أجل غير مسمى
رحم الله الكارة و ناسها