كارثة بيئية غير مسبوقة تهدد الكارة و نواحيها

أعرب مجموعة من سكان "دوار لمعيز" التابع للجماعة القروية "اولاد صبّاح" بنواحي مدينة الكارة ل "منتديات صوت الكارة" عن استياءهم الكبير بسبب تلوث المياه الجوفية لدوارهم و الدواوير القريبة منهم . و تشير أصابع اتهام هؤلاء المتضررين إلى محطة المياه العادمة التي تم تدشينها بمنطقتهم في السنوات الأخيرة من طرف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب و التي كلفت غلافا ماليا ناهز المليار سنتيم تمّ تمويله بشراكة بين منظمة ألمانية للتعاون و الحكومة المغربية السابقة .
و يحكي أحد المطلعين على الملف بأن السكان لاحظوا فور شروع المحطة في العمل بتغير طعم و لون مياه الآبار التي كانوا يستعملونها في الشرب و سقي البهائم و باقي الاستعمالات المنزلية مما حدا بهم إلى الاتصال بالمسؤولين عن المشروع الذين حاولوا تطمينهم على سلامة المحطة .وأمام إلحاح المتضررين و تعدد شكاياتهم تمّ إيفاد ثلاث لجان خبيرة أكدت كلها بأن المياه لم تعد صالحة للاستعمال بفعل تسرب المياه العادمة إلى الفرشة المائية للمنطقة برمّتها بسبب أخطاء جسيمة طالت عملية إنشاء المحطة ، الشيء الذي أرغم المقاولة المغربية صاحبة المشروع ، و التي كانت في البداية تؤكد على سلامة المحطة و تتهرب من إصلاح البناية المسؤولة عن التسرب ، على القيام بترقيعات ، يقول السكان ، أنها لم تغير من الأمر شيئا.
و أمام خطورة الوضع توصل السكان بمعية المسؤولين عن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالمنطقة إلى اتفاق يتم بموجبه ربط الدوار بشبكة الماء الشروب على أن يحدد سقف للاستهلاك يكون ما دونه بالمجان و ما فوقه بالمقابل ، إلا أن "دوار لمعيز" تفاجأ بفواتير ضخمة انهالت على ساكنته حيث فاقت إحداها ، يقول مصدرنا ، مبلغ 1500 درهم مما عجز معه المعني بالأمر عن الأداء فتمّ قطع الماء عنه . و لأنها ليست الحالة الوحيدة في الدوار ، فإن بعض المتضررين أصبحوا مرغمين على قطع مسافات طويلة بحثا عن مياه نقية و أحيانا على شراء "ستيرنات" (صهاريج) من الماء لاستعمالاتهم اليومية و لبهائمهم .
و صرح أحد سكان الدوار ل "الشاوية بريس"غاضبا : " المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لم يف بوعوده للساكنة المحلية و اتبع سياسة المراوغة منذ بداية القضية فبالإضافة لعدم مراقبته لأشغال المقاولة المكلفة بتشييد المحطة و تستره على نتائج التحليلات المختبرية التي جاءت نتائجها سلبية بالكامل ، فإنه ضرب بعرض الحائط الاتفاق الذي اعتمده لقبر التجاوزات الخطيرة التي عرفتها هذه القضية بحيث أنه وعدنا بجلب الماء الصالح للشرب من مدينة الكارة و بمجانية استهلاكه حسب سقف مريح على أن يؤدى ثمن الاستهلاك الزائد فإذا بنا نفاجأ بأننا صرنا نؤدي فواتير تفوق بكثير ما يؤديه سكان الكارة الذين لا سقف مجاني لاستهلاكهم . أين الوعود التي قدمت لنا و كل التطمينات التي ركزت على أننا سننعم بماء القنوات كما كنا ننعم بمياه آبارنا و أنه لن يتغير شيئ ماديا بالنسبة لنا ؟"
و يستطرد أحد جيرانه قائلا : " هذه كارثة بيئية بكل المقاييس و الأمر يتعدى حرماننا من آبارنا دون تعويض ، هذه الآبار التي ازداد مستوى المياه فيها عما كنا نعرفه و هذا دليل على تسرب مياه المحطة العادمة إلى فرشتنا المائية ، الكل هنا متضرر و معرض للأمراض و التسممات بداية من الأطفال وصولا إلى الحيوانات و مرورا بكل من لا يسعفه جيبه لأداء هذه الفواتير الصاروخية"
هذا و يطالب سكان "لمعيز" بإنصافهم و بإيجاد حل يمكنهم من الاستفادة من مياه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب مجانا أو بأثمان رمزية مثلما كانوا يستفيدون من مياه آبارهم ما دام المكتب المذكور هو المسؤول الأول عن وضعهم ، كما أنهم يرمون الكرة ، بالإضافة إلى (م و م ص ش) ، في ملعب كل من المقاولة المكلفة ببناء المحطة والمجلس الجماعي لاولاد صباح و قيادة اولاد صباح و باشوية الكارة و وزارة الداخلية وكذا عمالة سطات سابقا التي أنجز المشروع في عهدها قبل أن تتبع المنطقة بعد التقسيم الإداري الأخير إلى إقليم برشيد
هذا و تجدر الإشارة إلى أن سكان بعض أحياء مدينة الكارة (بيزانات نموذجا) يعانون من الروائح الكريهة المنبعثة من محطة التصفية موضوع الاحتجاج و من هجوم الحشرات التي تكثر عادة في محيط محطات التصفية ، مما يجعل شبح وصول التلوث إلى الفرشاة المائية لمدينة الكارة و لكل الجماعات القروية المحيطة بها مما يهدد بوقوع كارثة بيئية غير مسبوقة في المنطقة

ملحوظة : دوار المعيز لمن لا يعرفه دوار محادي للكارة وملاصق لها من جهة الغرب و يوجد على الجانب الأيسر من واد بوعسيلة على بعد بضعة كيلومترات من البلاكة 40 في اتجاه الدارالبيضاء وبه فيرمات ولاد بوزيان