هكدا يعيش فقراء ومعدمي مدينة الكارة

تغادر غرفتها فوق السطوح فجرا كل يوم ,ما عدا الخميس وهو يوم عطلة لدى العمال الفلاحيين,وان كانت التسمية كبيرة ورسمية لا تليق بمتهني اعمال الفلاحية الكارويين فهم اقرب الى الاقنان في عهد العصور الوسطى مادام فيه المغرب نبلاء واقطاعيون ,هدا الاستيقاض وفي متل طقس قار وصقيعي,يجعلنا نحس بقشعريرة مسبقة وان كنا في فراش دافئ,
هده السيدة في عقدها الخامس ودات مستوى تعليمي متوسط ساقتها الضروف لتحمل لقب أرملة وبتلاتة ابناء تعولهم لوحدها وبدون اية مساعدة خارجية سواء من الاقارب او من الدولة ,
تعيش الفقر بكل مراحله وان لم تتزحزح من تحت عتبته ,فسكناها غرفة بئيسة فوق سطح بناية لا يليق بسكن البشر فهي مجرد اسمنت وطوب وباب مهترئ اطاره .وبدون نوافد وبحد توصيف أقرب الى قبر وعلى الاقل القبر يسكنه واحد وهده الغرفة يتشارك فيها تلاتة افراد ,ولنقل انه قبر جماعي ,وكم من القبور الجماعية تتناتر فوق تراب مغرب أبى فساده الا ان يحولوه الى مقبرة وان استهلكت الاكسجين وزردت الطعام,
لكن بالرغم من الفقر المدقع تأبى الا ان يكمل ابناءها تعليمهم ,وألا يشغلوا بالهم بكسوة او طعام فهي تؤتر على نفسها وتعيش التضحية في ابهى صورها ,
لكن الحمل تقيل ومضني ويتعب الرجال الاشاوس ,وما عساك بامراة من كترة الانحناء ودرجات الحرارة المتدنية تصاب بتصلب ووهن في السيقان ,فتلزم الفراش وكلها حسرة وترقب لغد موشح بالسواد وتتخيل كيف لها العيش وفواتير الكراء والكهرباء والماء والديون ,تحاصرها ,فسارت حياتها تدور حول دائرة مغلقة او متل دابة الناعورة ,فهي تدور من اجل جلب الماء للسادة,لكن الجسد يتضامن مع الروح وينتج انزيمات ضد الالم او بنج موضعي لا يتمتع به سوى البؤساء لتستجمع القوى المنهارة وتعود للعمل, وما عساها فاعلة ؟فلا اختيار ,
هده السيدة ,على غير الناس لا تستبشر بمناسبات ففي كل عيد هو بمتابة ألم فعيد الاضحى يجعلها تحسب الف حساب والف ريال وريال والدخول المدرسي يجعلها تعلن حالة الطوارئ وان كانت حياتها محكومة بقانون طوارئ مفتوح وان رفعه بشار الاسد عن شعبه فهي مازالت الاستتناء.
لمادا هي الحياة متعبة ,لما هو القدر قاس على الفقراء وان قيل انهم من داخلى الجنة الاوائل واضن انهم اولى بها فالعداب يعيشونه ويتدوقونه على يد اقطاعيين يربحون المال الطائل من عرق سواعد نحيلة ,ومن مسؤولي دولة ينكرون البؤس والفقر ويفتخرون بالميغامول,وبالفنادق الخمس نجوم ,ويسمون البؤس والدل هشاشة ’وكل الهشاشة في عقولهم واجسامهم الانتوية والفقير ليس هشا فهو بعقل كامل وبجسد متماسك صلب بصلابة الحياة وبقساوة الضروف المعيشية ,هؤلاء المسؤولين لا يراقبون ولا يضعون القوانين المناسبة التي تحفض كرامة الجميع ,وحتى ان شرعت فلا تطبيق لها وتضل حبيسة ورق ورفوف,
هده السيدة المتفانية فيtrabakho يلازمها الفقر والمرض وان ابتعد عنها الجهل وباعد عنها بمسافة كبين السماء والارض,وان قالو ان الفقر كفرا ,فالايمان حاضر بصلواته وتراتيله والادعان للقدر خيرهو شره وان طال شره وفاق كل الحدود ,
كدا يعيش فقراء ومعدمي مدينة الكارة وان كنا نتحوط بأسوار اللامبالاه,ونعيش عوالمنا بين الحواسيب والاحاديت النميمية ونحسب انفسنا كراما واشياءا ,وان كنا لا شئ في نضر الكتيرين ,فنحن عدميين سلبيين مرضى ومهوسين ,وهؤلاء هم مناضلي الحياة الاوائل,
حياة هؤلاء البؤساء اليمة ونحن لها من المتفرجين ,ولتعدوا فقراء احيائكم ودروبكم وأزقتكم,
فلا الجنة والا النار تقبلنا لاننا لا شئ