السياسة عندهم = الفلوس+ الشوا+ الشيخات + الخمر

سكان الكارة أسعد الخلق هذه الأيام.... ليس بسبب تواتر الأعياد والمناسبات التي أرهقت جيوبهم وأفلست كثيرا منهم, ولكن بسبب مناسبة الإنتخابات البرلمانية وبعدها الجماعية السابقة لأوانها.
فكما يقال "مصائب قوم عند قوم فوائد", فالزلزال السياسي الذي فرض التعجيل بالإنتخابات لم يستسغه كثير ممن ألفوا حمل صفة البرلماني والحصانة والمشاريع والصفقات والزرود ولا الذين عششوا في مجالسنا البلدية و ألفوا الاغتناء السهل و أكل أموال الناس بالباطل و التمختر على البسطاء... كل هؤلاء ولم يفكروا يوما في من منحوهم ثقتهم, لكن الآن سيضطرون للعودة إليهم من جديد ليستجدوا ثقتهم واصطناع الإبتسامات أمام البؤساء والفقراء من أمثالنا وإن أزكمت روائح فضائحهم أنوفنا.
قلنا إن الكارويين أسعد الخلق هذه الأيام ... الكثير منهم حصلوا على "حولي العيد" بالفابور.. وستأتي أيام مقبلة سيرفلون فيها في الحرير... سيعشون الحياة كما أرادوا على حساب ممثلي الأمة, سيتحقق حلم بعض منهم في الزواج....ستقام العقائق والأعراس الحقيقية والمصطنعة, وحفلات بمناسبة أو بدونها, كل ذلك ليستمتع سكان دائرة المرشح بالشواء ...
هم واثقون أنهم سيجدون من يحضر لحفلاتهم .. فلا أحد يستطيع أن يرفض أن يرقص على إيقاع فن العيطة وكل ألوان الشعبي والمرساوي , فلقد أصبحت الشيخات ورقص الأرداف من المستحبات في الحملات الإنتخابية عندنا في الكارة...
الشبان بدورهم سيجدون ضالتهم في كل أنواع النبيد والبيرة التي أفسد غلاء ثمنها على الكثيرين التلدذ بها... لكن لا يهم ذلك فسخاء مرشح الحي سيجعل من شرب يوما أو تمنى ذلك أن يسبح في بحور من خمر, بل وحتى الإستمتاع بالحور العين شريطة أن يقاتل معه في حملته الإنتخابية, ولم لا فالحور العين والخمر الوفير وعد بها عقيد ليبيا القدافي آخر من قاتلوا بجانبه.....
"القصارة" إدا هي عنوان هذه الأيام و الشهور القادمة... والكثيرون ينتظرون أن تدخل الحملة الإنتخابية البرلمانية وبعدها الجماعية أيامها الساخنة وبأحر من الجمر.. ينتظرون هذه اللحظة لأنها موعد السخاء الوحيد في العمر السياسي لمرشحهم.. كل من سيمثلون الأمة أو يحلمون بالجلوس تحت قبة البرلمان أو على كراسي المجلس سيكون سخيا مع الجميع, وسيخرج من خزينته تلك الملايين التي نهبها أو سعى لاخفائها والتملص من دفعها كضرائب مستحقة للدولة, فلا أحد من كل أولئك المرشحين إلا من رحم ربك يعول على تمويل الدولة للأحزاب, بل على جيبه وحده والله يعلم وحده من أين امتلأ.
ليس أصحاب الزرود وما جاورها من شواء وشيخات وشراب هم وحدهم من يجهدون أنفسهم لاستمالة الناخبين بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة , بل أيضا سماسرتهم و عائلاتهم و أصدقائهم, فبدورهم لا يفوتون أي عرس أو عقيقة ولا حتى جنازة لاستدرار العطف والحث على التصويت لصالح المرشح "الخدوم" و"الصالح" ووو....
الحق يقال أن الكارويون أسعد خلق الله... في لحظات الإنتخابات يعيشون "الحياة"... نعم الحياة, وفي هذه الأيام يحققون أحلامهم في الرقص مع البطون وعلى إيقاع الشعارات الرنانة والتلذذ بأنواع الخمور بنكهة الوعود الكاذبة .... فهنيئا للجميع بتغيير ستفسده نخبته الفاسدة...

سياسة عندنا أخلاق وقيم مرونة ورجولة وشيم واش حنا لي غالطين ولا الميزان تقلب السياسة تدبير معقلن وتسيير نزيه للمال العام ياقوم بأي بليت إبتليتم شريفكم داعر تبرأت منه الداعرات أين ما ناديتم به من إصلاح قد أصبح طلاح على كارتنا نجني الشوك من غرسنا كنا غرسناه دهب أنتم على صواب أو نحن أو الميزان تقلب

الزرود و القصاير بدأت من الآن فبعد الانتخابات التشريعية بدأت لوبيات الفساد في تنظيم العراضات استعدادا للانتخابات الجماعية القادمة.
كل عام و الكارة بخير ..........