في منتصف شهر غشت ، لبيتُ دعوة بعض أصدقائي إلى عرس في البادية بقبائل المذاكرة، لدى صديق لهم ،هو عم العريس ، وهو معلم بالمنطقة لا معرفة لي به ، واشترطت ألا أذهب حتى كلموه بالهاتف واستشاروه في استقدامي ،وإن رأوا الأمر لايحتاج إلى كل هذه الاستشارة والتحوطات .
كنت في حاجة إلى الاستماع بتفاصيل عرس خارج تقاليد المدينة وأصباغها ؛خصوصا واني وصلت باكرا .. وجدتهم قد هيأوا لنا سرادقا كبيرا وسط الدوار والى جانب بيوتهم.كنا أزيد من سبعين نفرا من كل الأعمار في البداية،بينما النساء دخلن فضاء واسعا وسط البيت والغرف المتفرعة.يتهيأون لليلة جامعة للعرس والدُّخلة.
كان بعض شباب العائلتين هم من يقومون بالخدمة ..وضعوا ثلاث صينيات للشاي ببراريد كبيرة مع كل المعدات الأخرى أمام شيخ من الشيوخ الحاضرين، والذي هَمَّ بأشغال صناعته التي يبدو أنه مدرب لها جيدا .
انطلقتْ تلاوة القرآن الكريم مع سبعة فقهاء كانوا جالسين قُبالتي ، لم أنتبه إليهم في البداية رغم جلاليبهم وسُحناتهم المميزة .وكانت قراءاتهم مغربية عن طريق التلاوة الجهورية التي تتوقف عند كلمات معلومة ومسجوعة بصوت عال، توقف ممدد يعودون بعده إلى التلاوة السريعة وهي قراءة تقليدية مغربية ، يجيدها الفقهاء في الحفلات وفي المآتم أيضا وأيام الجمعة في المقابر.
في حوالي الحادية عشرة والنصف ليلا جِيئَ لنا بالأكل ، لحم بالبرقوق تلاه دجاج بالمرق . ولما رُفعت الأطباق، انسل الفقهاء فاسحين المجال للطرب ، فنانات شعبيات ، كبيرات في السن ، كل واحدة منهن يُعَبِّر الهرم فيها عن بؤسه بطريقة ما .أحسستُ على الفور بالضجر يتملكني ، وبينما هن يعملن على تسوية ملابسهن ووقوفهن المتهالك بالطعاريج والبنادر ، أنقذني أصدقائي الذين دعوني وبتنسيق مع صديقهم عم العريس بالانتقال إلى بيته المجاور لمكان العرس .
في الطابق الثاني ، دخلنا صالونا ضيقا ومستطيلا ذي نافذة واحدة تطل على سرادق العرس ، جلست قربها .كنا ستة جِيئَ لنا بالشاي وأطباق بها اللوز والتمر والزبيب .عاد إلي الإحساس الطبيعي وشعرت بطمأنينة بالغة .
أخبرني واحد من أصدقائي الثلاثة ، وكلهم من رجال التعليم الابتدائي ، بأننا سنستمتع بليلة من الفن الرفيع الذي أُحب ، وهو أساس مجيئنا .لم ننتظر كثيرا حتى دخل علينا رجل في الثلاثين من عمره تقريبا، عليه ملامح بدوية بارزة يلبس جلبابا قصيرا ويحمل كيسا من أكياس الدقيق بداخله كمنجته ولوازمها .
قدَّمه لنا عم العريس بأنه فنان من الدوار ويسمونه عبد الحليم حافظ ..ضحكنا وهَمَّ حليم بكمنجته وهَمَّتْ به، فأتحفنا بأنغام وأغاني تعود إلى ريبيرتوار كل المراحل التاريخية والشعبية السابقة ، فيها الهزل والحب والعذاب و الود والعتاب ،كما استمتعنا معه بأغاني من تأليفه وتلحينه رغم بساطتها وعفويتها لكنها تعبر عن صدق وفنية وعي شعبي جماعي .
غنىَّ لنا حليم بصوته الرجولي الطروب بضمير الرجل والأنثى وبضميرنا نحن المتحلقون حوله في غرفة ضيقة ومستطيلة .كنت قرب النافذة ، أتابع عيوط حليم الغرقى في الحنين والوجدان ، وفي نفس الوقت أراقب السرادق من عل وما يجري حوله من مناوشات بعض عزارى الدوار الدين رغبوا في الدخول بالقوة وقد شدتهم أغاني الفنانات الشعبيات الهرمات..كل ذلك يجري بالالتماس ثم السب والرشق بالحجارة، لما لم يسمحوا لهم بالدخول.وسيتكرر المشهد عدة مرات لكنه سيعرف ذروته حينما دخلت الفنانات الهرمات في أغنية "العلوة" وجذبتها الخاصة .
في عزلتنا نحن رفقة حليم كان الجميع سعيدا بتلك الأغاني منقطعا عما يجري بالخارج لكن الفجر سيأتي ليكشف حدثا لم نكن لنتوقعه ..صخب وضجيج بدأ يتعالى من الجهة التي خُصصت لدُخلة العريس على عروسه ،إنها الشرارة الأولى -كما قدَّرتُ الأمر- لذلك أنقدنا عم العريس لما جاء إلينا يطلب بارتباك واضح أن ننهي اللقاء، ثم التفتَ إلينا نحن الأربعة وخاطبنا باحترام متصنع، فيه بعض التوتر ، وسألنا إن كنا نريد النوم حتى الصباح ...ثم انصرف دون أن يسمع ردًّا منا .
قمتُ كما قام الآخرون للانصراف ، سلمتُ على الجميع واتجهت نحو سيارتي وقد بدأت شرارة العنف المصحوب بالكلام الفاضح.ضغطتُ على الدواسة في اتجاه المدينة .
كنت في حاجة إلى الاستماع بتفاصيل عرس خارج تقاليد المدينة وأصباغها ؛خصوصا واني وصلت باكرا .. وجدتهم قد هيأوا لنا سرادقا كبيرا وسط الدوار والى جانب بيوتهم.كنا أزيد من سبعين نفرا من كل الأعمار في البداية،بينما النساء دخلن فضاء واسعا وسط البيت والغرف المتفرعة.يتهيأون لليلة جامعة للعرس والدُّخلة.
كان بعض شباب العائلتين هم من يقومون بالخدمة ..وضعوا ثلاث صينيات للشاي ببراريد كبيرة مع كل المعدات الأخرى أمام شيخ من الشيوخ الحاضرين، والذي هَمَّ بأشغال صناعته التي يبدو أنه مدرب لها جيدا .
انطلقتْ تلاوة القرآن الكريم مع سبعة فقهاء كانوا جالسين قُبالتي ، لم أنتبه إليهم في البداية رغم جلاليبهم وسُحناتهم المميزة .وكانت قراءاتهم مغربية عن طريق التلاوة الجهورية التي تتوقف عند كلمات معلومة ومسجوعة بصوت عال، توقف ممدد يعودون بعده إلى التلاوة السريعة وهي قراءة تقليدية مغربية ، يجيدها الفقهاء في الحفلات وفي المآتم أيضا وأيام الجمعة في المقابر.
في حوالي الحادية عشرة والنصف ليلا جِيئَ لنا بالأكل ، لحم بالبرقوق تلاه دجاج بالمرق . ولما رُفعت الأطباق، انسل الفقهاء فاسحين المجال للطرب ، فنانات شعبيات ، كبيرات في السن ، كل واحدة منهن يُعَبِّر الهرم فيها عن بؤسه بطريقة ما .أحسستُ على الفور بالضجر يتملكني ، وبينما هن يعملن على تسوية ملابسهن ووقوفهن المتهالك بالطعاريج والبنادر ، أنقذني أصدقائي الذين دعوني وبتنسيق مع صديقهم عم العريس بالانتقال إلى بيته المجاور لمكان العرس .
في الطابق الثاني ، دخلنا صالونا ضيقا ومستطيلا ذي نافذة واحدة تطل على سرادق العرس ، جلست قربها .كنا ستة جِيئَ لنا بالشاي وأطباق بها اللوز والتمر والزبيب .عاد إلي الإحساس الطبيعي وشعرت بطمأنينة بالغة .
أخبرني واحد من أصدقائي الثلاثة ، وكلهم من رجال التعليم الابتدائي ، بأننا سنستمتع بليلة من الفن الرفيع الذي أُحب ، وهو أساس مجيئنا .لم ننتظر كثيرا حتى دخل علينا رجل في الثلاثين من عمره تقريبا، عليه ملامح بدوية بارزة يلبس جلبابا قصيرا ويحمل كيسا من أكياس الدقيق بداخله كمنجته ولوازمها .
قدَّمه لنا عم العريس بأنه فنان من الدوار ويسمونه عبد الحليم حافظ ..ضحكنا وهَمَّ حليم بكمنجته وهَمَّتْ به، فأتحفنا بأنغام وأغاني تعود إلى ريبيرتوار كل المراحل التاريخية والشعبية السابقة ، فيها الهزل والحب والعذاب و الود والعتاب ،كما استمتعنا معه بأغاني من تأليفه وتلحينه رغم بساطتها وعفويتها لكنها تعبر عن صدق وفنية وعي شعبي جماعي .
غنىَّ لنا حليم بصوته الرجولي الطروب بضمير الرجل والأنثى وبضميرنا نحن المتحلقون حوله في غرفة ضيقة ومستطيلة .كنت قرب النافذة ، أتابع عيوط حليم الغرقى في الحنين والوجدان ، وفي نفس الوقت أراقب السرادق من عل وما يجري حوله من مناوشات بعض عزارى الدوار الدين رغبوا في الدخول بالقوة وقد شدتهم أغاني الفنانات الشعبيات الهرمات..كل ذلك يجري بالالتماس ثم السب والرشق بالحجارة، لما لم يسمحوا لهم بالدخول.وسيتكرر المشهد عدة مرات لكنه سيعرف ذروته حينما دخلت الفنانات الهرمات في أغنية "العلوة" وجذبتها الخاصة .
في عزلتنا نحن رفقة حليم كان الجميع سعيدا بتلك الأغاني منقطعا عما يجري بالخارج لكن الفجر سيأتي ليكشف حدثا لم نكن لنتوقعه ..صخب وضجيج بدأ يتعالى من الجهة التي خُصصت لدُخلة العريس على عروسه ،إنها الشرارة الأولى -كما قدَّرتُ الأمر- لذلك أنقدنا عم العريس لما جاء إلينا يطلب بارتباك واضح أن ننهي اللقاء، ثم التفتَ إلينا نحن الأربعة وخاطبنا باحترام متصنع، فيه بعض التوتر ، وسألنا إن كنا نريد النوم حتى الصباح ...ثم انصرف دون أن يسمع ردًّا منا .
قمتُ كما قام الآخرون للانصراف ، سلمتُ على الجميع واتجهت نحو سيارتي وقد بدأت شرارة العنف المصحوب بالكلام الفاضح.ضغطتُ على الدواسة في اتجاه المدينة .
السبت مارس 14, 2015 4:56 pm من طرف السبع بولبطاين
» سرقة كاميرات مراقبة من تانوية عثمان بن عفان
السبت مارس 14, 2015 4:46 pm من طرف السبع بولبطاين
» مقرقب يعتدي على باعة الخبز والدرك يتجاهل شكايتهم
الإثنين مارس 02, 2015 3:43 am من طرف السبع بولبطاين
» عضو بالمجلس الجماعي يحتل باشوية الكارة ليلا لتسجيل محسوبين عليه في دائرته
الإثنين فبراير 23, 2015 3:55 pm من طرف السبع بولبطاين
» فضيحة الإنعاش لي طاب و ما حلاش
الإثنين يناير 26, 2015 7:22 am من طرف حديدان لحرامي
» هذا إنذار لأشباه الأحرار
الإثنين يناير 26, 2015 5:21 am من طرف حديدان لحرامي
» مقتل شخصين في حادثة سير بطريق الكارة برشيد
الأحد يناير 25, 2015 5:00 pm من طرف زائر
» خلاف حول أحقية المرور يتحول الى عراك بين قائد ومواطن
السبت يناير 10, 2015 4:25 pm من طرف زائر
» إعتقال عضو من عصابة أولاد الصخيرية
الجمعة يناير 09, 2015 9:23 am من طرف شاهد عيان
» سرقة واغتصاب ذكر بالعنف
السبت ديسمبر 27, 2014 3:31 pm من طرف شاهد عيان
» الدرك يقوم بحملة تمشيطية وإلقاء القبض على العشرات
الخميس ديسمبر 18, 2014 4:08 pm من طرف شاهد عيان
» الثلاثي الخطار
السبت ديسمبر 06, 2014 2:15 am من طرف زائر
» اشتباك وتبادل السب بين رئيس بلدية الكارة وماتبقى من اعضاء مساندين له
السبت ديسمبر 06, 2014 2:04 am من طرف زائر
» درك الكارة يلقي القبض على تلاتة لصوص
الأربعاء ديسمبر 03, 2014 2:14 pm من طرف شاهد عيان
» القبض على صاحب مدرسة خاصة بتهمة هتك عرض قاصر
الأحد نوفمبر 30, 2014 5:48 pm من طرف ڭـــاروية
» مختل عقلي يهاجم امام مسجد دوار بلال
الخميس نوفمبر 27, 2014 2:35 pm من طرف شاهد عيان
» حفل فندق راديسون بلو القاهرة لعملائه
الثلاثاء نوفمبر 25, 2014 5:10 am من طرف زائر
» سرقة مقهي بالحي الاداري
الأربعاء نوفمبر 12, 2014 3:19 pm من طرف شاهد عيان
» سرقة مقهي بالحي الاداري
الأربعاء نوفمبر 12, 2014 2:35 pm من طرف شاهد عيان
» إقتحام عيادة طبية
الإثنين نوفمبر 10, 2014 5:03 pm من طرف شاهد عيان
» ورثة الفرجية يمنعون البلدية من استغال اشطيبة
الجمعة نوفمبر 07, 2014 2:17 pm من طرف شاهد عيان
» عصابة اولاد الصخيرية تختطف تاجر المخدرات والخمور (حفيظ)
الإثنين أكتوبر 27, 2014 3:25 pm من طرف شاهد عيان
» ذبحه من العنق وهرب
الإثنين أكتوبر 27, 2014 2:53 pm من طرف شاهد عيان
» قتيلين بطريق برشيد
الثلاثاء أكتوبر 21, 2014 2:16 pm من طرف شاهد عيان
» محاولة انتحار فتاتين بسبب نشر صور فضائحية
الأحد أكتوبر 19, 2014 4:50 am من طرف زائر
» سيارة تصدم امرأة وابنها
الأربعاء أكتوبر 15, 2014 6:07 pm من طرف شاهد عيان
» إنتحار تلميدة
الجمعة أكتوبر 10, 2014 2:14 pm من طرف زائر
» انتحار اربعيني
الخميس أكتوبر 09, 2014 4:07 am من طرف شاهد عيان
» الدرك يشن حملة ضد اوكار المخدرات والخمور
الثلاثاء أكتوبر 07, 2014 5:45 am من طرف زائر
» قتيل تحت عجلات شاحنة
الإثنين سبتمبر 29, 2014 6:48 am من طرف شاهد عيان
» فندق راديسون بلو هليوبوليس القاهرة توعد نزالائها الكرام بأن توفر لهم كل ما يحتجونه بداخل وبخارج الفندق خلال اقامتهم لضمان كسب ارضائهم بنسبة مئة بالمئة.
الأحد سبتمبر 28, 2014 2:35 am من طرف زائر
» سيول وفقدان قطعان من المواشي وخسائر مادية
الخميس سبتمبر 25, 2014 3:27 am من طرف شاهد عيان
» سيول وفقدان قطعان من المواشي وخسائر مادية
الخميس سبتمبر 25, 2014 3:25 am من طرف شاهد عيان