كي لا نظلم حركة 20 فبراير

لكي لا نظلم حركة 20 فبراير ، و إن كنت لا أتفق مع كل توجهاتها ، و للأمانة و شهادة حق فإن هذه الحركة قد تمكنت من تحقيق مكاسب عجزت عنها أحزابنا و مناضلونا التاريخيون بل و حتى المتآمرين على المملكة من محاولي الانقلابات العسكرية و الدسائس السياسية و يكفي أن نذكر ما يلي : أول مكسب و هو في نظري أهمها ، أنها حررت طبقات الشعب من الخوف، وجعلت من الاحتجاج والمطالبة بالحقوق سلوك يومي عادي لدى كافة طبقات الشعب.فمن كان قبل شهور فقط يستطيع أن يتناقش كما نفعله اليوم بحرية ؟؟؟ ثانيا ، أنها حركت مياها راكدة وتقدمت بالمغرب سنوات إلى الأمام على مستويات عدة، فما حققه المغرب خلال هذه المدة لم يحققه طوال أكثر من خمسين سنة و لأول مرة أصبح المفسدون يحسبون ألف حساب لكل خطوة يخطونها . ثالتا : بفضل الحركة حصلنا على دستور جديد و هؤلاء الذين يفرحون اليوم بهذه الوثيقة عليهم أن يشكروا عليها الفبرايريين .رابعا : سيمكن الحراك الذي قادته الحركة من تنظيم انتخابات برلمانية مبكرة و أخرى جماعية و هذا لم يكن يحلم به أحد فمن مثلا في الكارة كان يتمنى مجرد تمني ألا يقضي المجلس الذي يرفضه الكارويون بشبه إجماع سنتين فقط ثم يتم حله ؟ ولا أحد فالكل كان يظن أن مجلسنا سيظل رابضا على صدورنا لثلاث سنين أخرى ، أليس كذلك ؟ من يجب إذن أن نشكر على تخليصنا منه ؟؟؟ خامسا : اندحار من كان يستغل قربه من الملك للاستحواذ على خيرات البلد و على رأسهم الهمة الذي كان بصدد التأسيس لحزب وحيد مهيمن على الحياة السياسية المغربية..سادسا : الزلزال الذي ضرب أحزابنا الكرطونية و التي بسببه بدأت مراجعة نفسها و أوراقها و هذا سيعيد ولو نسبيا بعض المصداقية للمشهد السياسي المغربي .. سابعا : عودة الشباب إلى الاهتمام بالسياسة بعد العزوف التام الذي كان يقابلها به و هذا يعد بنهضة سياسية مستقبلية حقيقية .. ثامنا : سقوط و محاسبة و محاكمة عدة مفسدين نافذين لولا الحركة لكانوا لا يزالون يعيثون في المغرب فسادا .. تاسعا : إطلاق سراح مجموعة كبيرة من المظلومين من معتقلي الرأي و من بينهم علماء دين أجلاء .. عاشرا : إعطاء صورة حضارية عن المغرب بحيث عكس إشقائنا العرب فالحركة لم تستعمل العنف و اختارت التظاهر بطرق سلمية مما جلب احتراما عالميا للمغاربة . أكتفي بهذا القدر و أختم بأنه لولا الحراك الذي أسست له حركة 20 فبراير لما تجرأ كاروي واحد على تنظيم المسيرة التي سار فيها الكارويون هذا الاسبوع للاحتجاج على الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب و أذكر الجميع برجل التعليم الذي كان فكر فقط في تنظيم وقفة لهذا الغرض و تم اعتقاله و جره إلى المحاكم لأنه نوى نعم نوى فقط الاحتجاج و لولاها لما تعرض أحد بكلمة لرجال السلطة و المنتخبين و الدرك في كارتنا التي كان مخزني واحد يستطيع أن يفرق مائة من أعتى الرجال .. لمن يجب أن نقول شكرا إذن إذا كنا منصفين و ديموقراطيين ؟؟؟ في الأخير أنا تنزهت عن الإنصات لأنانيتي و تعنتي و قررت أن أترك اختلافي مع الفبرايريين بشأن بعض مطالبهم جانبا و أن أنسى الصدامات التي عانيت منها مع بعض من كان مائة بالمائة معهم و أن أعترف لهذه الحركة بفضلها على ما تحقق و ما قد سيتحقق و لأشكر مناضليها الذين صبروا و لا يزالون على الأذى و الاتهامات و التهكمات و التحقير و المؤامرات و لأحمد الله أخيرا أننا خرجنا من هذا الصدام مع أهل الفساد بأقل الخسائر الممكنة .. النضال مستمر فلا نامت أعين المفسدين

رغم فتوة الحركة وصعوبة التحديات التي تواجهها فقد أدت إلى إجبار الدولة على أخذها على محمل الجد، فقامت بزيادة الدعم المخصص للمواد الأساسية وبزيادة الأجور بالقطاعين العام والخاص ورفع الحد الأدنى لرواتب التقاعد، وتشغيل حوالي 4000 معطل-ة والتغاضي عن عشرات الآلاف من الباعة المتجولين (تم إحصاء حوالي 11 ألف بائع متجول في الدار البيضاء وحدها في أيام الذروة وحوالي 7000 يوميا في الأوقات العادية)، وعن الآلاف من الأسر التي أقدمت على بناء مساكن لها.

الذين ظلموها هم أهل الخرافة و الملاحدة لكن خصوصا الأولين أما المستقلين فيها فنحن متعاطفون معهم و مع كل مطالبهم المشروعة.