عند كل موسم انتخابي لاختيار ممثلي مجلسنا البلدي، تُطل علينا نفس الوجوه مرددة أسطوانتها المشروخة والمملة. وجوه تستهدف الفئات الفقيرة والأمية مستعينة في ذلك بحفنة من المنحرفين والعاطلين عن العمل الذين يأجرون حلوقهم مقابل 100 درهم لليوم. و نجد هذه الكمامير تتجول في أحياء فقيرة تفتقر الى أبسط مقومات الحياة الكريمة. تُفرق الوعود يمنة وشمالاً لأنها تعرف مسبقاً أنها غير ملزمة بالايفاء بها. نندهش عندما نصادف أحدها لأول مرة وهو يوقفنا في الطريق بدون خجل لعرض برنامج كُتب بعجالة خصيصاً لهذه المناسبة دون أن ينسى أن يطلب منا أن نصوت عليه في الانتخابات.
لكن ما الفائدة من التصويت؟ وما جدوى المجالس التي تُشكل في مدينتنا؟. ان المتتبع للشأن السياسي المحلي في الكارة يلاحظ أن الانتخابات لا تؤثر في الواقع المعيشي للسكان ولا في المحيط الذي يعيشون فيه .فمباشرة بعد الانتهاء من العملية الانتخابية، يشرع الفائزون في "مفاوضات" لتشكيل مجالسهم المنتخبة. وتمثل هذه المرحلة مناسبة سانحة للفائزين لاسترداد ما أنفقوه في الانتخابات ولما لا تحقيق أرباح ومراكمة امتيازات. هكذا يتم تحويل الانتخابات عن هدفها وتُصبح بذلك مصدراً للفساد وشراء الذمم. ويستفحل الفساد أكثر لأن الفائزين ينتمون الى أوساط أمية جاهلة ترى في الفوز غاية وليس وسيلة ويخولها سلطات تعرف بأنها ستمارسها طيلة شغلها لمنصبها دون رقيب ولا حسيب.
في ظل هذه العقلية التي ترى في الفوز في الانتخابات تشريفاً وليس تكليفاً، تحولت مدينتنا الى منطقة منكوبة. انها تفتقر الى المرافق الضرورية من مدارس مجهزة ونظيفة و ملاعب لمختلف الرياضات تكون في المستوى ومساحات خضراء ودور السينما والمسرح و أشياء أخرى كثيرة. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل وصلت الى حد الغش في تعبيد الطرق التي تتحول بمجرد أول زخات مطر الى حفر عميقة والسطو على المساعدات المقدمة للطبقات المعوزة والمتاجرة فيها مثل أموال الإنعاش الوطني.
هذه بعض تجليات نهب المال العام بالاضافة الى الزبونية في التوظيف دون أخذ معيار الكفاءة والاستحقاق بعين الاعتبار واستغلال النفوذ والشطط في استعمال السلطة وتوظيفها لتحقيق مآرب شخصية والاستيلاء على سيارات و تجهيزات وأموال الدولة عنوة.
تبدو مدينة الكارة بائسة وحزينة لأنها تئن تحت وطأة منتخبين فاسدين تم اختيارهم لخدمتها، لكنهم مع الأسف منشغلين بخدمة مصالحهم الخاصة فقط.
فهؤلاء السماسرة لا يهتمون بشؤون المواطنين طيلة تقلدهم لمنصب المسؤولية و النتيجة أن الغالبية العظمى ترزح تحت وطأة الفقر والجهل. وتسفر هكذا سياسات عن نتائج وخيمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. فاقتصادياً تخسر الكارة مئات الملايين كان حرياً أن تصرف في انجاز مشاريع البنية التحتية على أسس صلبة وبناء مساكن للفقراء والمعدمين و توفير آلاف فرص العمل للعاطلين وخلق حركة اقتصادية نشيطة قائمة على المنافسة وتكافؤ الفرص. أما اجتماعياً، فالفاتورة باهضة: ارتفاع مهول في نسب الجرائم انتشار واسع للدعارة انهيار المنظومة الأخلاقية الاجتماعية الى درجة أن الكل أصبح يجري وراء المال ولا يهم ان كان حلالاً أو حراماً وهلم جرَّا من الآفات التي تنخر كيان المجتمع الكاروي وأبرز ضحاياه هم الشباب.
في الكارة وعلى خلاف كثير من مدن المغرب يُنظر الى الانتخابات على أنها انجاز في حد ذاته وليست أداة لتنشيط الحياة السياسية وضخ دماء جديدة في شريانها وأنها مناسبة لتنافس الأشخاص ومن يدفع أكثر أو أكثر ولاءً للسلطة المحلية وليست مناسبة لطرح الأفكار والبرامج واختيار الأنفع منها للمصلحة العامة. كما تُعتبر فرصة لتزكية نفس الوجوه التي سئم المذاكرة من وعودها الكاذبة وتكريس نفس السياسات التي لا تستجيب الى الحد الأدنى من متطلبات السكان المغلوبين على أمرهم.
ولأنهم يرونها هكذا، فانها تسفر عن مجالس منتخبة ينعدم لديها حس المسؤولية وخدمة المصلحة العامة وما يترتب عن ذلك من الاساءة الى سمعة المدينة، بحيث أصبحت الكارة تحتل مراتب متأخرة في كافة الميادين بالمقارنة مع المدن المغربية الصغيرة و آنظروا مثلا الى مدينتي برشيد و بن أحمد أين وصلتا.
اذا أسندت الأمور الى غير أهلها، فانتظر قيام الساعة. فمتى يتغير حال مجالسنا البلدية وتصبح ورشة للخلق والابداع وايجاد حلول للمشاكل العويصة التي يتخبط فيها السكان وليس مصدراً للفساد واختلاس الأموال؟
الى ذلك الحين، ما علينا الا النضال والتجلد في مواجهة خفافيش الظلام التي في سبيل مصلحتها الخاصة لا تعرف شيئاً اسمه المصلحة العامة.
لكن ما الفائدة من التصويت؟ وما جدوى المجالس التي تُشكل في مدينتنا؟. ان المتتبع للشأن السياسي المحلي في الكارة يلاحظ أن الانتخابات لا تؤثر في الواقع المعيشي للسكان ولا في المحيط الذي يعيشون فيه .فمباشرة بعد الانتهاء من العملية الانتخابية، يشرع الفائزون في "مفاوضات" لتشكيل مجالسهم المنتخبة. وتمثل هذه المرحلة مناسبة سانحة للفائزين لاسترداد ما أنفقوه في الانتخابات ولما لا تحقيق أرباح ومراكمة امتيازات. هكذا يتم تحويل الانتخابات عن هدفها وتُصبح بذلك مصدراً للفساد وشراء الذمم. ويستفحل الفساد أكثر لأن الفائزين ينتمون الى أوساط أمية جاهلة ترى في الفوز غاية وليس وسيلة ويخولها سلطات تعرف بأنها ستمارسها طيلة شغلها لمنصبها دون رقيب ولا حسيب.
في ظل هذه العقلية التي ترى في الفوز في الانتخابات تشريفاً وليس تكليفاً، تحولت مدينتنا الى منطقة منكوبة. انها تفتقر الى المرافق الضرورية من مدارس مجهزة ونظيفة و ملاعب لمختلف الرياضات تكون في المستوى ومساحات خضراء ودور السينما والمسرح و أشياء أخرى كثيرة. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل وصلت الى حد الغش في تعبيد الطرق التي تتحول بمجرد أول زخات مطر الى حفر عميقة والسطو على المساعدات المقدمة للطبقات المعوزة والمتاجرة فيها مثل أموال الإنعاش الوطني.
هذه بعض تجليات نهب المال العام بالاضافة الى الزبونية في التوظيف دون أخذ معيار الكفاءة والاستحقاق بعين الاعتبار واستغلال النفوذ والشطط في استعمال السلطة وتوظيفها لتحقيق مآرب شخصية والاستيلاء على سيارات و تجهيزات وأموال الدولة عنوة.
تبدو مدينة الكارة بائسة وحزينة لأنها تئن تحت وطأة منتخبين فاسدين تم اختيارهم لخدمتها، لكنهم مع الأسف منشغلين بخدمة مصالحهم الخاصة فقط.
فهؤلاء السماسرة لا يهتمون بشؤون المواطنين طيلة تقلدهم لمنصب المسؤولية و النتيجة أن الغالبية العظمى ترزح تحت وطأة الفقر والجهل. وتسفر هكذا سياسات عن نتائج وخيمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. فاقتصادياً تخسر الكارة مئات الملايين كان حرياً أن تصرف في انجاز مشاريع البنية التحتية على أسس صلبة وبناء مساكن للفقراء والمعدمين و توفير آلاف فرص العمل للعاطلين وخلق حركة اقتصادية نشيطة قائمة على المنافسة وتكافؤ الفرص. أما اجتماعياً، فالفاتورة باهضة: ارتفاع مهول في نسب الجرائم انتشار واسع للدعارة انهيار المنظومة الأخلاقية الاجتماعية الى درجة أن الكل أصبح يجري وراء المال ولا يهم ان كان حلالاً أو حراماً وهلم جرَّا من الآفات التي تنخر كيان المجتمع الكاروي وأبرز ضحاياه هم الشباب.
في الكارة وعلى خلاف كثير من مدن المغرب يُنظر الى الانتخابات على أنها انجاز في حد ذاته وليست أداة لتنشيط الحياة السياسية وضخ دماء جديدة في شريانها وأنها مناسبة لتنافس الأشخاص ومن يدفع أكثر أو أكثر ولاءً للسلطة المحلية وليست مناسبة لطرح الأفكار والبرامج واختيار الأنفع منها للمصلحة العامة. كما تُعتبر فرصة لتزكية نفس الوجوه التي سئم المذاكرة من وعودها الكاذبة وتكريس نفس السياسات التي لا تستجيب الى الحد الأدنى من متطلبات السكان المغلوبين على أمرهم.
ولأنهم يرونها هكذا، فانها تسفر عن مجالس منتخبة ينعدم لديها حس المسؤولية وخدمة المصلحة العامة وما يترتب عن ذلك من الاساءة الى سمعة المدينة، بحيث أصبحت الكارة تحتل مراتب متأخرة في كافة الميادين بالمقارنة مع المدن المغربية الصغيرة و آنظروا مثلا الى مدينتي برشيد و بن أحمد أين وصلتا.
اذا أسندت الأمور الى غير أهلها، فانتظر قيام الساعة. فمتى يتغير حال مجالسنا البلدية وتصبح ورشة للخلق والابداع وايجاد حلول للمشاكل العويصة التي يتخبط فيها السكان وليس مصدراً للفساد واختلاس الأموال؟
الى ذلك الحين، ما علينا الا النضال والتجلد في مواجهة خفافيش الظلام التي في سبيل مصلحتها الخاصة لا تعرف شيئاً اسمه المصلحة العامة.
السبت مارس 14, 2015 4:56 pm من طرف السبع بولبطاين
» سرقة كاميرات مراقبة من تانوية عثمان بن عفان
السبت مارس 14, 2015 4:46 pm من طرف السبع بولبطاين
» مقرقب يعتدي على باعة الخبز والدرك يتجاهل شكايتهم
الإثنين مارس 02, 2015 3:43 am من طرف السبع بولبطاين
» عضو بالمجلس الجماعي يحتل باشوية الكارة ليلا لتسجيل محسوبين عليه في دائرته
الإثنين فبراير 23, 2015 3:55 pm من طرف السبع بولبطاين
» فضيحة الإنعاش لي طاب و ما حلاش
الإثنين يناير 26, 2015 7:22 am من طرف حديدان لحرامي
» هذا إنذار لأشباه الأحرار
الإثنين يناير 26, 2015 5:21 am من طرف حديدان لحرامي
» مقتل شخصين في حادثة سير بطريق الكارة برشيد
الأحد يناير 25, 2015 5:00 pm من طرف زائر
» خلاف حول أحقية المرور يتحول الى عراك بين قائد ومواطن
السبت يناير 10, 2015 4:25 pm من طرف زائر
» إعتقال عضو من عصابة أولاد الصخيرية
الجمعة يناير 09, 2015 9:23 am من طرف شاهد عيان
» سرقة واغتصاب ذكر بالعنف
السبت ديسمبر 27, 2014 3:31 pm من طرف شاهد عيان
» الدرك يقوم بحملة تمشيطية وإلقاء القبض على العشرات
الخميس ديسمبر 18, 2014 4:08 pm من طرف شاهد عيان
» الثلاثي الخطار
السبت ديسمبر 06, 2014 2:15 am من طرف زائر
» اشتباك وتبادل السب بين رئيس بلدية الكارة وماتبقى من اعضاء مساندين له
السبت ديسمبر 06, 2014 2:04 am من طرف زائر
» درك الكارة يلقي القبض على تلاتة لصوص
الأربعاء ديسمبر 03, 2014 2:14 pm من طرف شاهد عيان
» القبض على صاحب مدرسة خاصة بتهمة هتك عرض قاصر
الأحد نوفمبر 30, 2014 5:48 pm من طرف ڭـــاروية
» مختل عقلي يهاجم امام مسجد دوار بلال
الخميس نوفمبر 27, 2014 2:35 pm من طرف شاهد عيان
» حفل فندق راديسون بلو القاهرة لعملائه
الثلاثاء نوفمبر 25, 2014 5:10 am من طرف زائر
» سرقة مقهي بالحي الاداري
الأربعاء نوفمبر 12, 2014 3:19 pm من طرف شاهد عيان
» سرقة مقهي بالحي الاداري
الأربعاء نوفمبر 12, 2014 2:35 pm من طرف شاهد عيان
» إقتحام عيادة طبية
الإثنين نوفمبر 10, 2014 5:03 pm من طرف شاهد عيان
» ورثة الفرجية يمنعون البلدية من استغال اشطيبة
الجمعة نوفمبر 07, 2014 2:17 pm من طرف شاهد عيان
» عصابة اولاد الصخيرية تختطف تاجر المخدرات والخمور (حفيظ)
الإثنين أكتوبر 27, 2014 3:25 pm من طرف شاهد عيان
» ذبحه من العنق وهرب
الإثنين أكتوبر 27, 2014 2:53 pm من طرف شاهد عيان
» قتيلين بطريق برشيد
الثلاثاء أكتوبر 21, 2014 2:16 pm من طرف شاهد عيان
» محاولة انتحار فتاتين بسبب نشر صور فضائحية
الأحد أكتوبر 19, 2014 4:50 am من طرف زائر
» سيارة تصدم امرأة وابنها
الأربعاء أكتوبر 15, 2014 6:07 pm من طرف شاهد عيان
» إنتحار تلميدة
الجمعة أكتوبر 10, 2014 2:14 pm من طرف زائر
» انتحار اربعيني
الخميس أكتوبر 09, 2014 4:07 am من طرف شاهد عيان
» الدرك يشن حملة ضد اوكار المخدرات والخمور
الثلاثاء أكتوبر 07, 2014 5:45 am من طرف زائر
» قتيل تحت عجلات شاحنة
الإثنين سبتمبر 29, 2014 6:48 am من طرف شاهد عيان
» فندق راديسون بلو هليوبوليس القاهرة توعد نزالائها الكرام بأن توفر لهم كل ما يحتجونه بداخل وبخارج الفندق خلال اقامتهم لضمان كسب ارضائهم بنسبة مئة بالمئة.
الأحد سبتمبر 28, 2014 2:35 am من طرف زائر
» سيول وفقدان قطعان من المواشي وخسائر مادية
الخميس سبتمبر 25, 2014 3:27 am من طرف شاهد عيان
» سيول وفقدان قطعان من المواشي وخسائر مادية
الخميس سبتمبر 25, 2014 3:25 am من طرف شاهد عيان