إذا سألت في البناء عن أكبر نصّاب فسيقول الجميع إنّه العزّاب

العزّاب وجه آخر للعذاب و الكلمتان لمحاسن أو مساوىء الصدف تنطقان تقريبا زيّ بعض (فونيتيكمون يعني) فالعذاب بالدال المعجمة تنطق "العزاب"
و إذا فككنا هذه الكلمة حسب التوجه الذي نريده لهذا المقال فإننا لن نبتعد عمّا لمسه و فهمه من تعامل مع صاحبها الذي نادرا ما تراه مبتسما بل لعلّ عضلات كمّارته لا تمكّن أصلا من الابتسام كما لو كان وجهه "وجه العذاب" عذابه هو جشعا و طمعا و جوعا و عذاب من يسقط بين براثينه من الضحايا
"العزّاب" إذن تتكون من الحروف التالية :
ألف : أرا ، لام : ليّا ، عين : عين باين ، زيّ : زرب ، ألف : أرا ، باء : برّع
أو أيضا
ألف : أيوا ، لام : ليمّاك ، عين : عيق ، زيّ : زيّر ، ألف : أمول ، باء : بني
شرح "العزّاب" في مخيلة من تعامل معه يصبح كالتالي :
"أرا ليا عين باين و زرب أرا برّع" هذا إذا تأدّب مع ضحيته
أما إذا طغى و تجبّر فسيفهمها الفاهم كالتالي : أيوا ليمّاك ، عيق و إلّا زيّرتك أمول لبني
كم من عذاب يا عزّاب ، كم عذّبت من الخلائق بابتزاز غير لائق و لو نطف الناطق لقال عنك : لصّ لعين و سارق ، أو شيطان من جحيم الإدارة مارق ، أو تقني للقانون خارق
هذا الموظّف أو التقني في الابتزاز لم يكن في أعيننا عندما تلقينا أول شكاية سوى صيد صغير لا يستحق منا الكتابة عنه لكن مع توالي الشكايات لمسنا بالواضح مدى خطورة هذا العنصر الذي يستخلص أجرته الشهرية من أموال الشعب و لا يتوانى في ليّ أذرع أبناء و بنات نفس الشعب ليحصل على المزيد
موظف كهذا يستوجب الطرد من سلك الوظيفة العمومية بعد محاسبته و معاقبته فليس ما يفعله في حق المواطنين بأقل مما يفعله قطّاع الطرق الذين يسلبون الناس أموالهم بالتهديد و الترهيب و بدون وجه حق
و سبحان الله فمن كمّارته تلمس مدى قسوته و جبروته ، فهو مكفهّر الوجه على الدوام و غوباشته رسمية على مرّ الأيام ، تحسبه جنّي لا ينام ، أو وحش خارج لتوّه من الظلام أو ببساطة مرتزق لعين و السلام
ويلا ما خفت نذنب فسأقول أن "لعن الله المرتشي" جاءت في حقه هو بالذات لأن صهده أصبح عابرا للأزمنة و لن أستغرب إن صادفت في كتب الحديث أن الرسول (ص) في قصة الاسراء و المعراج رأى رجلا يلقّم دراهم من نار فيسرطها سرطا فتثقب كرشه و تسقط أمامه فيلتقطها و يعيد سرطها و هكذا إلى أن تقوم الساعة
هذا الموظف بالمصلحة التقنية ببلدية الكارة أصبح الدّابّة السوداء و الكابوس المرعب لكل من ثكلته أمه و قرر البناء و لقد بات معروفا عند عموم المواطنين بتقاضيه الجهري للرشوة و بابتزازه المواطنين أثناء مراقبته لأوراش البناء و بضلوعه في تزوير التقارير التقنية و محاضر المخالفات بل و بمحاولة السطو على ملك الغير و التخلويض في أراضي الجموع و بقع الشيّاع ، أما عن تستّره في مجال البناء العشوائي و البناء بدون رخصة أو تصميم فحدث ولا حرج
لقد آن الأوان لتقليم أظافر هذا الموظف الطاغية و الضرب على يديه بقوة القانون و ردعه بشدّة حتى يكون عبرة لكل من هم على شاكلته و ما أكثرهم في بلديتنا اللعينة (و بالمناسبة غير يوجدو روسهم جاياهم الدقة واحد واحد)
من هنا فإننا نطالب المسؤولين بإسم ضحايا هذا التقني و فرائسه المستقبليين بتنقيله من المصلحة التقنية إلى الفوريان أو أيّ قيهرة كحلة شريطة أن تكون بعيدة بعد السماء عن الأرض عن مجال البناء و إلا فلا تفسير آخر سيكون أمامنا لاستمراره في مزاولة مهامة غير أنه يد المجلس البلدي الطولى في جيب المواطنين و أنه صنّاك الرئيس إن لم يقم هذا الأخير بحماية ناخبيه من صولات و جولات هذا الفاسد المستبد
لقد اشتكت منه الملّاسات و انتحرت من البالات العشرات و أدمع ميزان الماء دمعات دمعات و شنق ميزان الخيط نفسه يا حضرات فلا بطنه امتلأت هيهات ولا الناس سلمت من أذاه بالذات فيا حيّ لا تبن قبر الحياة حتى يموت العزّاب هذا إن مات و إلا فسيفدعسك تفدعيسا ستتمنى معه العيش في الفلاة

الحاصول و ما فيه :

مْنِينْ دَاكْ العْرِيَّشْ قال ليه مْنْ دِيكْ الشّْجِيرَةْ

fuck